الكريل: أساس السلسلة الغذائية في المحيطات

الكريل: المخلوق الصغير الذي تعتمد عليه حيتان المحيطات للبقاء

هل سمعت يوما عن مخلوق صغير يشكل أساس الحياة في أعماق المحيطات؟ الكريل Krill، هذا الكائن الدقيق الذي لا يتجاوز طوله عدة سنتيمترات، يُعد أحد الأعمدة الخفية لسلسلة الغذاء البحرية. المدهش أن وزن الكتلة الحيوية للكريل يفوق وزن البشر مجتمعين. في هذا المقال، سنغوص معا في عالم الكريل، ونتعرّف على دوره البيئي، وأهميته لكائنات ضخمة مثل الحيتان، ونكشف أسرارا قد تغيّر نظرتك لهذا المخلوق المتواضع.

الكريل: أساس السلسلة الغذائية في المحيطات
الكريل: أساس السلسلة الغذائية في المحيطات

التصنيف العلمي للكريل

التصنيف الاسم العلمي الاسم العربي الاسم الإنجليزي
المملكة Animalia الحيوانات Animals
الشعبة Arthropoda مفصليات الأرجل Arthropods
الطائفة Malacostraca القشريات العليا Malacostracans
الرتبة Euphausiacea اليوفوزيات Euphausiids
الفصيلة Euphausiidae فصيلة الكريل Krill Family
النوع الشائع Euphausia superba الكريل القطبي الجنوبي Antarctic Krill


معنى إسم الكريل

كلمة كريل (Krill) ليست كلمة عربية الأصل، بل هي كلمة مستعارة تم اعتمادها عالميا للإشارة إلى هذه المجموعة من القشريات البحرية. يعود أصل كلمة كريل إلى اللغة النرويجية، حيث كانت تُستخدم في الأصل لوصف صغار الأسماك أو زريعة الأسماك. لاحقا، تم توسيع استخدام المصطلح من قبل صيادي الحيتان النرويجيين في القرن التاسع عشر ليشمل هذه القشريات الصغيرة الشبيهة بالروبيان التي كانت تشكل الغذاء الرئيسي للحيتان البالينية في المحيط الجنوبي. ومنذ ذلك الحين، أصبحت كلمة كريل هي الاسم العلمي والشائع لهذه الكائنات عالميا.


التاريخ التطوري وأسلاف الكريل

ينتمي الكريل إلى رتبة اليُفَوْسِيّات، وهي مجموعة من القشريات البحرية التي تمتلك تاريخا تطوريا طويلا، وإن كان سجلها الأحفوري نادرا نسبيا بسبب طبيعة أجسامها الرقيقة التي لا تتحجر بسهولة. تشير الدراسات الجزيئية والأحافير القليلة المتاحة إلى أن أسلاف الكريل الحديث انفصلت عن المجموعات الأخرى من القشريات العليا، مثل عشاريات الأرجل (التي تضم الروبيان والسلطعون)، منذ فترة زمنية بعيدة، ربما خلال العصر البرمي أو الترياسي، مع ظهور الأشكال التي تشبه الكريل الحديث بشكل أوضح خلال العصر الجوراسي أو الطباشيري.

لقد تطورت هذه الكائنات لتصبح جزءًا أساسيا من النظم البيئية البحرية، خاصة مع تطور وانتشار العوالق النباتية التي تشكل غذاءها الرئيسي، وكذلك تطور الحيوانات المفترسة الكبيرة مثل الحيتان البالينية والفقمات والطيور البحرية التي تعتمد عليها كمصدر غذاء حيوي. يعتبر الكريل الحديث، مثل الكريل القطبي الجنوبي، مثالا على التكيف الناجح مع البيئات البحرية الباردة والمنتجة، حيث يشكل كتلة حيوية هائلة تلعب دورا محوريا في الشبكات الغذائية القطبية.


ما هو الكريل؟

الكريل هو الاسم العام لمجموعة من القشريات البحرية الصغيرة الشبيهة بالروبيان، تنتمي إلى رتبة اليُفَوْسِيّات. تتميز هذه الكائنات بجسمها الشفاف أو شبه الشفاف، وعيونها المركبة الكبيرة، وقدرتها على تكوين أسراب هائلة جدا قد تمتد لكيلومترات وتضم ملايين أو حتى مليارات الأفراد. ويوجد حوالي 85 نوعا معروفا من الكريل في جميع محيطات العالم، ولكن أكبر تجمعاتها وأكثرها شهرة توجد في المياه الباردة للمحيط الجنوبي حول القارة القطبية الجنوبية، حيث يشكل الكريل القطبي الجنوبي حجر الزاوية في النظام البيئي هناك.

يعتبر الكريل من الكائنات التي تتغذى بالترشيح، حيث يستهلك بشكل أساسي العوالق النباتية الدقيقة، وهي الطحالب المجهرية التي تشكل قاعدة السلسلة الغذائية في المحيطات. يستخدم الكريل أرجله الصدرية المتخصصة لتكوين سلة تغذية يقوم من خلالها بتصفية هذه العوالق من الماء. هذه القدرة على تحويل الكتلة الحيوية الهائلة للعوالق النباتية إلى بروتين ودهون تجعل من الكريل حلقة وصل غذائية حيوية بين المنتجين الأوليين والمستهلكين الأعلى في الشبكة الغذائية البحرية.

يلعب الكريل دورا بيئيا بالغ الأهمية كونه المصدر الغذائي الرئيسي للعديد من الحيوانات البحرية الكبيرة، بما في ذلك الحيتان البالينية، والفقمات، والبطاريق، والطيور البحرية، والأسماك، والحبار. كما أن له أهمية اقتصادية متزايدة، حيث يتم صيده بكميات تجارية لاستخدامه في إنتاج دقيق وزيت الكريل، وفي علف تربية الأحياء المائية، وكمكملات غذائية للبشر، وبدرجة أقل كغذاء مباشر. ومع ذلك، فإن هذا الصيد المتزايد، بالإضافة إلى تأثيرات تغير المناخ على بيئته، يثير قلقا كبيرا بشأن مستقبل هذا الكائن الحيوي.


الوصف الخارجي للكريل

يمتلك الكريل جسما صغيرا ورقيقا يشبه الروبيان، وهو مكيف تماما لحياته ككائن سابح في عمود الماء. يتميز بشفافيته وخياشيمه المكشوفة وأعضائه المضيئة في العديد من الأنواع. دعنا نتعرف على تفاصيل هذا الكائن القشري الصغير والمهم.

  • الجسم: جسم الكريل مستطيل ومضغوط جانبيا، ومقسم إلى جزأين رئيسيين: الرأس الصدري والبطن. والجسم مغطى بهيكل خارجي كيتيني رقيق وشفاف أو شبه شفاف في الغالب، مما يجعله يبدو زجاجيا أحيانا.
  • الرأس الصدري: ينتج عن اندماج الرأس مع الصدر، ويغطى بدرع ظهري لا يغطي الخياشيم بالكامل.
  • العيون المركبة: تمتلك معظم أنواع الكريل زوجا من العيون المركبة الكبيرة جدا والمستديرة والبارزة، والتي غالبا ما تكون محمولة على سيقان قصيرة وقابلة للحركة. هذه العيون مكيفة للرؤية في ظروف الإضاءة المختلفة في المحيط وتساعد في اكتشاف الغذاء والمفترسات وأفراد السرب.
  • قرون الاستشعار: تمتلك زوجين من قرون الاستشعار. الزوج الأول قصير ويتفرع عادة، ويحمل شعيرات حسية للشم والتوازن. أما الزوج الثاني فأطول ويستخدم للمس واستشعار البيئة.
  • أجزاء الفم: معقدة ومكيفة لجمع وتناول جزيئات الطعام الصغيرة.
  • الصدر: يحمل عادة 6 إلى 8 أزواج من الأرجل الصدرية.
  • أرجل التغذية: الأزواج الأمامية من الأرجل الصدرية غالبا ما تكون متخصصة ومغطاة بشعيرات كثيفة لتكوين سلة تغذية فعالة تستخدم لترشيح العوالق النباتية والحيوانية الصغيرة من الماء.
  • الخياشيم: الخياشيم ريشية الشكل ومكشوفة بشكل واضح، وتقع عند قاعدة الأرجل الصدرية على جانبي الدرع. يتم تبادل الغازات مباشرة مع الماء المحيط.
  • البطن: طويل ومقسم إلى ست حلقات، ويحمل خمسة أزواج من الأرجل البطنية تستخدم للسباحة وتوليد التيارات المائية.
  • أرجل السباحة: زوائد مسطحة ومجدافية الشكل تستخدم للحركة النشطة في الماء.
  • الذيل المروحي: يتكون من الحلقة البطنية الأخيرة وزوج من الزوائد المسطحة على جانبيها، ويستخدم للتوجيه والهروب السريع إلى الخلف عند الشعور بالخطر (عن طريق ثني البطن بسرعة).
  • الأعضاء المضيئة: تمتلك العديد من أنواع الكريل أعضاءً خاصة قادرة على إنتاج الضوء. توجد هذه الأعضاء المضيئة عادة على سيقان العيون، وعند قاعدة بعض الأرجل، وعلى أجزاء أخرى من الجسم. يُعتقد أن هذا الضوء يستخدم للتواصل داخل الأسراب، أو للتمويه، أو لجذب الشريك، أو لإرباك المفترسات.

لون الكريل

لون الكريل غالبا ما يكون شفافا أو شبه شفاف، مما يساعده على التمويه في الماء. ومع ذلك، قد يظهر لونا ورديا أو أحمرا بسبب الأصباغ الموجودة في العوالق النباتية التي يتغذى عليها، أو بسبب خلايا صبغية خاصة في جلده. الأعضاء الداخلية (مثل الجهاز الهضمي المملوء بالطعام) قد تكون مرئية من خلال الجسم الشفاف.

حجم الكريل

يعتبر الكريل من القشريات الصغيرة. حيث يتراوح طول معظم الأنواع بين 1 و 2 سم. ومع ذلك، فإن بعض الأنواع الأكبر حجما، مثل الكريل القطبي الجنوبي، يمكن أن يصل طوله إلى 6 سم.

وزن الكريل

وزن الكريل ضئيل جدا. فالكريل القطبي الجنوبي البالغ قد يزن حوالي 1 إلى 2 جرام فقط. على الرغم من هذا الوزن الفردي الصغير، فإن الكتلة الحيوية الإجمالية لأسراب الكريل في المحيط الجنوبي تعتبر هائلة وتقدر بمئات الملايين من الأطنان.


موطن وموئل الكريل

الكريل هو كائن بحري يوجد في جميع محيطات العالم، من المياه السطحية إلى الأعماق الكبيرة، ولكنه يتركز بشكل خاص في المناطق ذات الإنتاجية البيولوجية العالية. يختلف توزيعه الجغرافي ووفرته بشكل كبير بين الأنواع المختلفة.

  1. المحيط الجنوبي: هذا هو الموطن الرئيسي للكريل القطبي الجنوبي، الذي يشكل أكبر تجمع حيوي لنوع واحد على وجه الأرض. يعتبر حجر الزاوية في النظام البيئي القطبي الجنوبي.
  2. المحيط الهادئ الشمالي: يوجد فيه أنواع هامة مثل الكريل الهادئ، الذي يدعم سلاسل غذائية هامة قبالة سواحل أمريكا الشمالية وآسيا.
  3. المحيط الأطلسي الشمالي: يوجد فيه الكريل الشمالي، وهو مصدر غذاء هام للعديد من الأسماك والثدييات البحرية.
  4. المحيطات الاستوائية وشبه الاستوائية: توجد أنواع أخرى من الكريل في هذه المياه، ولكنها غالبا ما تكون أصغر حجما وأقل وفرة من نظيراتها في المياه الباردة.

يعيش الكريل بشكل أساسي في البيئة البحرية المفتوحة كجزء من العوالق الحيوانية، وغالبا ما يشكل أسرابا ضخمة جدا. ويتأثر توزيعه بشكل كبير بالتيارات البحرية ودرجة حرارة المياه وتوفر الغذاء.

  1. عمود الماء: يقضي الكريل معظم حياته يسبح وينجرف في عمود الماء، من الطبقات السطحية إلى أعماق قد تصل إلى عدة مئات من الأمتار أو أكثر.
  2. المياه السطحية: يصعد العديد من أنواع الكريل إلى المياه السطحية خلال الليل للتغذي على العوالق النباتية التي تزدهر في منطقة الضوء الشمسي.
  3. المياه المتوسطة العمق: يقضي النهار غالبا في المياه الأعمق لتجنب المفترسات السطحية.
  4. مناطق التيارات الصاعدة: تتواجد تجمعات كبيرة من الكريل في المناطق التي يتم فيها جلب المياه الباردة والغنية بالمغذيات من الأعماق إلى السطح، مما يدعم نموا هائلا للعوالق النباتية.
  5. حواف الجليد البحري: يعتبر الجليد البحري موئلا هاما جدا للكريل القطبي الجنوبي، خاصة لليرقات التي تتغذى على الطحالب التي تنمو على الجانب السفلي للجليد. فذوبان الجليد البحري بسبب تغير المناخ يشكل تهديدا كبيرا لهذا الموئل الحيوي.


النظام الغذائي للكريل

الكريل هو في المقام الأول كائن يتغذى بالترشيح، ويقع في مستوى منخفض نسبيا في السلسلة الغذائية البحرية، حيث يحول الطاقة من المنتجين الأوليين إلى شكل متاح للمفترسات الأكبر. اكتشف ما يشكل القائمة الرئيسية لهذا الروبيان الصغير.

  • العوالق النباتية: هذا هو المصدر الغذائي الرئيسي والأكثر أهمية لمعظم أنواع الكريل. حيث يتغذى بشكل أساسي على الطحالب المجهرية وحيدة الخلية التي تسبح في عمود الماء وتشكل قاعدة معظم الشبكات الغذائية البحرية.
  • العوالق الحيوانية الصغيرة: قد يستهلك الكريل أيضا عوالق حيوانية صغيرة جدا، مثل مجدافيات الأرجل الصغيرة، ويرقات الكائنات البحرية الأخرى، والأوالي.
  • المواد العضوية المتحللة: في بعض الحالات، قد يتغذى أيضا على جزيئات المواد العضوية الميتة والمتحللة المنجرفة في الماء.
  • الطحالب الجليدية: يعتبر الكريل القطبي الجنوبي، خاصة في مراحله اليافعة، معتمدا بشكل كبير على الطحالب التي تنمو على الجانب السفلي للجليد البحري، خاصة خلال فصل الشتاء عندما يكون إنتاج العوالق النباتية في المياه المفتوحة منخفضا.

كيف يأكل الكريل

يمتلك الكريل سلة تغذية متخصصة مكونة من أرجله الصدرية الستة أو الثمانية الأمامية المغطاة بشعيرات دقيقة ومتشابكة. يقوم بمد هذه السلة في الماء وتمرير الماء من خلالها، حيث يتم حجز جزيئات الطعام الصغيرة بين الشعيرات، ثم يقوم بتنظيف السلة باستخدام أجزاء فمه لنقل الطعام إلى الفم.

كم يستطيع الكريل العيش بدون طعام؟

تعتمد قدرة الكريل على البقاء بدون طعام على عدة عوامل، بما في ذلك نوعه، وحجمه، ودرجة حرارة الماء، ومخزون الطاقة لديه. بشكل عام، يمكن للكريل البالغ أن يصمد لفترات معقولة بدون طعام، خاصة في المياه الباردة حيث يكون معدل الأيض أبطأ. وتشير بعض الدراسات إلى أن الكريل القطبي الجنوبي قد يتمكن من البقاء على قيد الحياة لمدة تصل إلى 200 يوم بدون طعام عن طريق تقليل معدل الأيض واستهلاك احتياطياته الدهنية، وفي بعض الحالات قد ينكمش في الحجم لتوفير الطاقة. ومع ذلك، فإن التغذية المنتظمة ضرورية للنمو والتكاثر والحفاظ على صحة المجموعات السكانية الكبيرة.

ملحوظة: يعتبر الكريل محولا فعالا جدا للطاقة في النظم البيئية البحرية. قدرته على استهلاك كميات هائلة من العوالق النباتية وتحويلها إلى كتلة حيوية غنية بالبروتين والدهون تجعله حجر الزاوية في غذاء العديد من الأنواع البحرية الأكبر حجما، من الأسماك الصغيرة إلى أكبر الحيتان على وجه الأرض.


السلوك والحياة الاجتماعية للكريل

السلوك الأكثر تميزا للكريل هو ميلها القوي لتكوين أسراب أو تجمعات ضخمة جدا ومتراصة. يمكن أن تمتد هذه الأسراب، خاصة للكريل القطبي الجنوبي، على مساحات تصل إلى عدة كيلومترات مربعة، وتضم كثافات تصل إلى عشرات الآلاف من الأفراد في المتر المكعب الواحد، مما يجعلها واحدة من أكبر التجمعات الحيوانية المعروفة على وجه الأرض من حيث الكتلة الحيوية. يوفر هذا السلوك الجماعي حماية من المفترسات، وربما يسهل عملية التزاوج والتغذية.

يُظهر العديد من أنواع الكريل سلوك الهجرة الرأسية اليومية. خلال النهار، تبقى الأسراب في المياه العميقة لتجنب المفترسات البصرية التي تنشط بالقرب من السطح. ومع حلول الظلام، تصعد الأسراب إلى المياه السطحية الغنية بالعوالق النباتية للتغذي، ثم تعود إلى الأعماق مرة أخرى قبل الفجر. هذه الهجرة الرأسية تعتبر من أكبر حركات الكتلة الحيوية على الكوكب يوميا.

الكريل ليس له سلوك هجرة أفقية موجهة لمسافات طويلة مثل الأسماك أو الحيتان، ولكن تحركاته الأفقية الواسعة النطاق تكون غالبا نتيجة للانجراف السلبي مع التيارات المحيطية الرئيسية. من عاداته اليومية الأخرى عملية الانسلاخ المتكررة لهيكله الخارجي للسماح بالنمو، وهي عملية تجعله ضعيفا ومعرضا للخطر لفترة قصيرة.

يعتقد أن التواصل بين أفراد الكريل داخل الأسراب يعتمد على مزيج من الإشارات البصرية والكيميائية والحسية المائية، على الرغم من أن تفاصيلها لا تزال قيد الدراسة. طرق التواصل المحتملة تشمل:

  • الإضاءة الحيوية: تمتلك العديد من أنواع الكريل أعضاءً مضيئة قادرة على إنتاج الضوء. ويُعتقد أن هذا الضوء قد يستخدم للتواصل داخل السرب (مثل الحفاظ على التماسك أو تنسيق الحركة)، أو لجذب الشريك أثناء التزاوج، أو للتمويه عن طريق مطابقة شدة الضوء القادم من السطح، أو لإرباك المفترسات.
  • الإشارات البصرية: قد تلعب الرؤية دورا في الحفاظ على المسافة بين الأفراد وتنسيق حركة السرب.
  • الإشارات الكيميائية: قد تطلق فيرومونات للتجمع أو التزاوج.
  • الحس الهيدروديناميكي: قد تستشعر حركة المياه والاهتزازات الناتجة عن الأفراد الأخرى في السرب أو عن اقتراب مفترس.


التكاثر ودورة الحياة للكريل

يحدث التزاوج عادة في أوقات معينة من السنة، غالبا خلال فترات وفرة الغذاء. قد تتضمن عملية التودد عروضا ضوئية من الأعضاء المضيئة لدى بعض الأنواع. حيث يقوم الذكر بنقل حزمة من الحيوانات المنوية إلى الأنثى ويلصقها بالقرب من فتحتها التناسلية. يتم الإخصاب عادة عند وضع البيض.

تختلف طريقة وضع البيض بين الأنواع. معظم أنواع الكريل تطلق بيضها المخصب مباشرة في الماء، حيث ينجرف البيض ويهبط تدريجيا إلى أعماق أكبر أثناء تطوره. أنواع أخرى تحمل بيضها في أكياس ملتصقة بأرجلها الصدرية حتى يفقس. ويمكن للأنثى الواحدة أن تضع عدة آلاف من البيوض في المرة الواحدة، وقد تتكاثر عدة مرات خلال موسم التكاثر.

يفقس البيض لتخرج منه يرقة النوبليوس الصغيرة جدا، والتي لا تشبه الكائن البالغ على الإطلاق. تمر هذه اليرقة بعدة انسلاخات وتتحول عبر سلسلة من المراحل اليرقية المتميزة، وتنمو تدريجيا وتتطور لديها المزيد من الأطراف والخصائص الشبيهة بالبالغين. هذه المراحل اليرقية تكون جزءًا من العوالق وتتغذى على العوالق النباتية الدقيقة.

تستغرق عملية التطور من البيضة إلى الكائن اليافع عدة أسابيع أو أشهر، حسب النوع ودرجة حرارة الماء وتوفر الغذاء. وتصل معظم أنواع الكريل إلى مرحلة النضج خلال سنة أو سنتين. يختلف متوسط عمر الكريل بشكل كبير؛ فالأنواع الصغيرة في المياه الدافئة قد تعيش لمدة من 6 إلى 12 شهرا فقط، بينما يمكن للكريل القطبي الجنوبي الأكبر حجما أن يعيش لمدة 5 إلى 7 سنوات أو حتى أكثر في الظروف المثالية، على الرغم من أن متوسط العمر الفعلي في البرية قد يكون أقصر بسبب الافتراس.


أشهر أنواع الكريل

يوجد حوالي 85 نوعا معروفا من الكريل تنتمي إلى رتبة اليُفَوْسِيّات، موزعة على عائلتين رئيسيتين: Euphausiidae (الأكثر تنوعا) و Bentheuphausiidae (التي تضم نوعا واحدا فقط يعيش في الأعماق). تتفاوت هذه الأنواع في الحجم والتوزيع والبيئة. فيما يلي بعض أشهر وأهم أنواع الكريل:

  1. الكريل القطبي الجنوبي: هو النوع الأكثر شهرة ووفرة ودراسة. يصل طوله إلى 6 سم ووزنه إلى 2 جرام. يشكل أسرابا هائلة جدا في المحيط الجنوبي ويعتبر حجر الزاوية في النظام البيئي هناك. ويعتبر الغذاء الرئيسي للحيتان البالينية، والفقمات، والبطاريق، والطيور البحرية، والأسماك في القطب الجنوبي. وهو النوع الرئيسي المستهدف في مصايد الكريل التجارية.
  2. الكريل الهادئ: أصغر حجما من الكريل القطبي الجنوبي، حيث يصل طوله إلى حوالي 2.5 سم. يوجد بكثرة في شمال المحيط الهادئ، من كاليفورنيا إلى اليابان. ويشكل مصدر غذاء هام للعديد من الأسماك التجارية (مثل السلمون والماكريل) والثدييات البحرية والطيور البحرية في تلك المنطقة. ويتم صيده تجاريا أيضا.
  3. الكريل الشمالي: نوع كبير نسبيا حيث يصل طوله إلى 4 سم. يوجد في شمال المحيط الأطلسي، من كندا وجرينلاند إلى النرويج وشمال أوروبا والبحر الأبيض المتوسط. ويشكل مصدر غذاء هام للأسماك (مثل القد والرنجة) والحيتان والطيور البحرية. وهو أيضا هدف للصيد التجاري المحدود.
  4. جنس ثيسانويسا: يضم عدة أنواع أصغر حجما توجد في شمال المحيط الهادئ والأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي، وتشكل جزءًا هاما من غذاء العديد من الكائنات البحرية.
  5. جنس نيماتوسيليس: يضم أنواعا تتميز بأرجل صدرية أمامية طويلة جدًا، وتوجد في معظم محيطات العالم.
  6. كريل الأعماق: النوع الوحيد في عائلة Bentheuphausiidae. يعيش في أعماق البحار (أعمق من 1000 متر) في معظم محيطات العالم، ولا يمتلك أعضاء مضيئة، ويعتبر من الأنواع البدائية نسبيا.

ملحوظة: يبلغ العدد الإجمالي لأنواع رتبة اليُفَوْسِيّات حوالي 85 نوعا فقط، وهو عدد قليل نسبيا مقارنة ببعض مجموعات القشريات الأخرى. ومع ذلك، فإن الكتلة الحيوية الهائلة لبعض هذه الأنواع تجعلها ذات أهمية بيئية واقتصادية عالمية.


المخاطر والتهديدات التي تواجه الكريل

على الرغم من وفرته الهائلة، خاصة الكريل القطبي الجنوبي، يواجه الكريل تهديدات متزايدة ومتعددة المصادر، معظمها مرتبط بالتغيرات البيئية التي يسببها الإنسان، والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات كارثية على النظم البيئية التي تعتمد عليه.

  • تغير المناخ وذوبان الجليد البحري: يعتبر ارتفاع درجة حرارة المحيطات وفقدان الجليد البحري في القطب الجنوبي هو التهديد الأخطر على الكريل القطبي الجنوبي. فاليرقات والصغار تعتمد بشكل كبير على الطحالب التي تنمو على الجانب السفلي للجليد البحري كغذاء خلال فصل الشتاء. أيضا تقلص مساحة وسمك ومدة بقاء الجليد البحري يؤثر سلبا على بقاء وتكاثر هذه اليرقات، وبالتالي على المخزون الكلي للكريل.
  • تحمض المحيطات: امتصاص المحيطات لثاني أكسيد الكربون الزائد من الغلاف الجوي يؤدي إلى زيادة حموضتها. هذا يمكن أن يؤثر على نمو وتطور الهياكل الخارجية للقشريات مثل الكريل، خاصة في مراحلها اليرقية الحساسة، وقد يؤثر أيضا على العوالق النباتية التي يتغذى عليها.
  • الصيد التجاري المتزايد: يتزايد الطلب العالمي على الكريل لاستخدامه في إنتاج دقيق وزيت الكريل. على الرغم من أن المصايد الحالية للكريل القطبي الجنوبي لا تزال تعتبر ضمن الحدود المستدامة بشكل عام، إلا أن أي زيادة كبيرة وغير منظمة في الصيد، خاصة إذا تركزت في مناطق معينة هامة للمفترسات التي تعتمد على الكريل، يمكن أن تشكل تهديدا للمخزون وللنظام البيئي.
  • التلوث: يمكن للملوثات مثل المواد البلاستيكية الدقيقة والمعادن الثقيلة والملوثات العضوية الثابتة أن تتراكم في أنسجة الكريل وتنتقل عبر السلسلة الغذائية إلى المفترسات الأعلى، بما في ذلك الإنسان.
  • التغيرات في التيارات المحيطية وأنماط الإنتاجية الأولية: يمكن للتغيرات المناخية أن تؤثر على التيارات البحرية التي تنقل يرقات الكريل وتوزع غذائها، وكذلك على إنتاجية العوالق النباتية في مناطق معينة.

ملحوظة: نظرا للدور المحوري الذي يلعبه الكريل في الشبكات الغذائية البحرية، فإن أي انخفاض كبير في أعداده بسبب هذه التهديدات سيكون له تأثيرات متتالية كارثية على مجموعات الحيتان والفقمات والبطاريق والأسماك التي تعتمد عليه بشكل أساسي كغذاء.

هل الكريل مهدد بالانقراض؟

حاليا، يعتبر الكريل القطبي الجنوبي، وهو النوع الأكثر وفرة وأهمية، مصنفا على أنه أقل قلق في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN). هذا التصنيف يعكس الكتلة الحيوية الهائلة لهذا النوع ونطاقه الواسع. ومع ذلك، هذا لا يعني أنه لا توجد مخاوف جدية بشأن مستقبله، خاصة في ظل التأثيرات المتسارعة لتغير المناخ على بيئة القطب الجنوبي. العديد من الأنواع الأخرى من الكريل إما لم يتم تقييمها بشكل كامل أو تصنف أيضا كأقل قلق. لا توجد أنواع كريل معروفة حاليا مصنفة ضمن فئات التهديد العليا مثل مهددة بالانقراض أو معرضة للخطر على المستوى العالمي.


طرق الحماية والمحافظة على الكريل

تتركز جهود حماية الكريل بشكل أساسي على الإدارة المستدامة لمصايده وفهم ومعالجة تأثيرات تغير المناخ على بيئته.

  1. الإدارة المستدامة لمصايد الكريل: يتم تنظيم مصايد الكريل القطبي الجنوبي من قبل هيئة الحفاظ على الموارد البحرية الحية في القطب الجنوبي (CCAMLR)، والتي تضع حصص صيد احترازية تعتمد على النهج البيئي. تهدف هذه الإدارة إلى ضمان بقاء كميات كافية من الكريل لتلبية احتياجات النظام البيئي والمفترسات التي تعتمد عليه، بالإضافة إلى السماح بصيد مستدام.
  2. مكافحة تغير المناخ العالمي: نظرا لأن تغير المناخ وفقدان الجليد البحري هما التهديد الأكبر على المدى الطويل للكريل القطبي، فإن الجهود العالمية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والحد من ارتفاع درجة حرارة الكوكب هي الإجراء الأكثر أهمية لحماية بيئته.
  3. إنشاء مناطق محمية بحرية (MPAs): تحديد وإنشاء مناطق محمية بحرية واسعة في المحيط الجنوبي والمناطق الهامة الأخرى للكريل يمكن أن يساعد في حماية مناطق التكاثر والتغذية الهامة وتقليل الضغوط البشرية المباشرة.
  4. البحث العلمي والمراقبة المستمرة: إجراء المزيد من الأبحاث لفهم دورة حياة الكريل بشكل أفضل، وديناميكيات مجموعاته السكانية، وتأثير تغير المناخ والصيد عليه، وتفاعلاته مع الكائنات الأخرى في النظام البيئي. المراقبة المستمرة لأعداد الكريل وصحة النظام البيئي ضرورية لتوجيه قرارات الإدارة.
  5. تقليل التلوث البحري: الجهود العالمية للحد من التلوث البلاستيكي والكيميائي في المحيطات تساهم في حماية الكريل والنظام البيئي البحري ككل.

ملحوظة: الحفاظ على الكريل ليس فقط مهما لبقاء هذا الكائن الصغير، بل هو أمر حاسم للحفاظ على صحة ووظيفة النظم البيئية البحرية بأكملها، خاصة في المحيط الجنوبي، ولضمان استمرار وجود العديد من الأنواع الأيقونية مثل الحيتان والبطاريق والفقمات.


الأهمية البيئية والاقتصادية للكريل

يمتلك الكريل، على الرغم من صغر حجمه، أهمية بيئية هائلة تفوق حجمه بكثير، وله أيضا أهمية اقتصادية متزايدة للإنسان.

الأهمية البيئية:

  • حجر الزاوية في الشبكة الغذائية: يعتبر الكريل، وخاصة الكريل القطبي الجنوبي، نوعا أساسيا أو حجر زاوية في النظام البيئي للمحيط الجنوبي. لأنه يشكل المصدر الغذائي الرئيسي والمباشر للعديد من الحيوانات الكبيرة مثل الحيتان البالينية (الحوت الأزرق، الحوت الزعنفي، الحوت الأحدب، حوت المنك)، والفقمات (فقمة آكلة السرطان، الفقمة النمرية، فقمة الفراء)، والبطاريق (بطريق آديلي، البطريق شريطي الذقن)، والطيور البحرية الأخرى، والأسماك، والحبار. وأي انخفاض في أعداد الكريل سيكون له تأثيرات كارثية على هذه المفترسات.
  • نقل الطاقة والمغذيات: يقوم الكريل بتحويل الطاقة من المنتجين الأوليين إلى مستويات غذائية أعلى بكفاءة عالية. كما يلعب دورا في دورة المغذيات في المحيطات، بما في ذلك دورة الكربون والحديد.
  • دعم التنوع البيولوجي: وفرة الكريل تدعم بشكل مباشر التنوع البيولوجي الهائل في المحيط الجنوبي وغيره من المناطق التي يتواجد فيها بكثرة.

الأهمية الاقتصادية:

  • مصايد الكريل التجارية: يتم صيد الكريل بكميات تجارية متزايدة. المنتجات الرئيسية هي:

  1. دقيق الكريل: يستخدم كعلف عالي الجودة في تربية الأحياء المائية (خاصة السلمون والجمبري) وفي صناعة أغذية الحيوانات الأليفة.
  2. زيت الكريل: يعتبر مصدرا غنيا بأحماض أوميغا-3 الدهنية (EPA و DHA) ومضاد الأكسدة أستازانتين، ويباع كمكمل غذائي صحي للإنسان.

  • الاستهلاك البشري المباشر: يؤكل الكريل مباشرة في بعض البلدان (مثل اليابان وروسيا)، إما مجمدا أو معالجا أو كمعجون.
  • الأبحاث العلمية: يعتبر الكريل كائنا هاما في الأبحاث البيئية والبحرية لفهم ديناميكيات النظم البيئية وتأثيرات تغير المناخ.
  • صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل: يتم استكشاف المركبات الموجودة في الكريل (مثل الكيتين والإنزيمات) لتطبيقات محتملة في هذه الصناعات.

ملحوظة: بينما تتزايد الأهمية الاقتصادية للكريل، يجب أن يتم استغلاله بطريقة مستدامة للغاية تأخذ في الاعتبار دوره البيئي الحاسم وحساسيته للتغيرات البيئية، لضمان عدم تعريض النظم البيئية التي يعتمد عليها للخطر.


الكريل في الثقافة والأساطير

نظرا لصغر حجم الكريل وحياته في المحيطات المفتوحة والباردة غالبا، فإنه لم يحظَ بنفس القدر من الحضور في الأساطير والثقافات الإنسانية التقليدية مثل الحيوانات البحرية الكبيرة والمرئية (كالحيتان أو أسماك القرش). لم يكن الكريل كائنا يتفاعل معه البشر بشكل مباشر أو يثير خيالهم بنفس الطريقة.

ومع ذلك، في العصر الحديث، اكتسب الكريل أهمية ثقافية من نوع آخر، خاصة في الوعي البيئي والعلمي. أصبح يُنظر إليه كرمز للحياة البحرية الهشة والترابط المعقد في النظم البيئية، خاصة في سياق تغير المناخ وتأثيره على القطب الجنوبي. فقصص الحيتان العملاقة التي تعتمد على هذه القشريات الصغيرة للبقاء على قيد الحياة، وصور أسراب الكريل الهائلة التي تشكل حساء المحيط، أصبحت جزءًا من الثقافة البيئية المعاصرة التي تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على كل كائن حي، مهما كان صغيرا، لدوره الحيوي في شبكة الحياة.


هل الكريل هو الجمبري؟

يظن البعض أن الكريل هو نوع من الجمبري، لكن الحقيقة تختلف علميا. فعلى الرغم من التشابه الشكلي بينهما، إلا أن الكريل ينتمي إلى رتبة Euphausiacea بينما ينتمي الجمبري إلى رتبة Decapoda. الكريل أصغر حجما، وله دور بيئي بالغ الأهمية، خاصة في تغذية الحيتان والأسماك الكبيرة. لذا، فالكريل ليس جمبريا، بل كائن فريد بمواصفاته ووظيفته في السلسلة الغذائية.


الفرق بين الكريل والجمبري:

يُعد كل من الكريل والجمبري من القشريات البحرية التي تلعب دورا مهما في النظم البيئية البحرية وسلاسل الغذاء، كما يكثر استخدامهما في الصناعات الغذائية والعلفية. وعلى الرغم من التشابه الكبير في المظهر الخارجي بينهما، إلا أن هناك فروقا جوهرية من حيث البنية، والموطن، والفائدة الغذائية، والتوزيع البيئي. يساعدك هذا الجدول التالي على فهم أبرز الفروق بين الكريل والجمبري بطريقة مبسطة وعلمية.

الفرق الكريل الجمبري
الحجم صغير جداً، لا يتجاوز 2 إلى 5 سم أكبر حجما، يصل إلى 20 سم أو أكثر
البيئة يعيش في المياه الباردة مثل القطب الجنوبي يوجد في المياه الدافئة والمالحة والعذبة
التغذية يتغذى على الطحالب والعوالق النباتية يتغذى على كائنات صغيرة ونباتات وأسماك ميتة
الأهمية البيئية يشكل أساس السلسلة الغذائية في المحيط مصدر غذاء للكائنات البحرية والإنسان
الاستخدام البشري يُستخرج منه زيت الكريل الغني بالأوميغا 3 يُستهلك كطعام بحري شائع في العديد من المطابخ

ملاحظة: الفرق بين الكريل والجمبري لا يقتصر على الشكل فقط، بل يشمل التغذية والدور البيئي أيضا. هذه الفروقات قد تؤثر على اختيارك بينهما في الاستخدام الغذائي أو البحثي.


ما هي زيت الكريل؟

زيت الكريل هو مكمل غذائي يُستخرج من نوع من القشريات الصغيرة يُعرف بالكريل، ويعيش في مياه المحيطات الباردة، خاصة حول القطب الجنوبي. يتميز هذا الزيت بلونه الأحمر واحتوائه على أحماض أوميغا-3 الدهنية، بالإضافة إلى مضادات أكسدة قوية مثل الأستازانتين. يُعتبر زيت الكريل أكثر قابلية للامتصاص من زيت السمك التقليدي، مما يجعله خيارا صحيا مفضلا لدى البعض. ويُستخدم لدعم صحة القلب، والدماغ، والمفاصل، إلى جانب فوائده المضادة للالتهابات.


ما هي فوائد زيت الكريل؟

رغم صغر حجم الكريل، فإن زيته يُعد كنزا غذائيا حقيقيا بفضل تركيبته الطبيعية الغنية. يحتوي زيت الكريل على مزيج نادر من العناصر التي تمنحه تأثيرا فائقا في دعم الصحة. إليك أبرز فوائده:

  1. تعزيز صحة القلب: بفضل محتواه العالي من أحماض أوميغا-3، يساهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار وتنظيم ضغط الدم.
  2. دعم وظائف الدماغ: يساعد على تحسين الذاكرة والتركيز وقد يخفف من أعراض التوتر والاكتئاب.
  3. مضاد قوي للالتهابات: يحتوي على الأستازانتين، وهو مضاد أكسدة فائق يحارب الالتهابات المزمنة.
  4. تحسين صحة المفاصل: يخفف من آلام المفاصل ويزيد من مرونتها، خصوصا لدى كبار السن أو الرياضيين.
  5. تعزيز صحة البشرة: يحافظ على نضارة الجلد ويحميه من الشيخوخة المبكرة والتلف الناتج عن الشمس.
  6. دعم صحة الكبد: يساعد في تقليل تراكم الدهون في الكبد ويعزز وظائفه الحيوية.

ملاحظة: زيت الكريل ليس مجرد مكمل غذائي، بل عنصر طبيعي قوي يجمع بين التغذية والوقاية، ويُستخدم بتركيزات محسوبة لضمان أقصى استفادة دون آثار جانبية.


معلومات عامة عن الكريل:

هو قشريات وليس أسماكا صغيرة: يشبه الروبيان الصغير.

  • يشكل أضخم أسراب حيوانية على وجه الأرض: أسراب الكريل القطبي الجنوبي يمكن أن تمتد لكيلومترات وتزن ملايين الأطنان.
  • العديد من أنواعه تضيء في الظلام: تمتلك أعضاء مضيئة تسمى فوتوفورات.
  • يتغذى بالترشيح: يستخدم أرجله الصدرية كشبكة دقيقة لتصفية العوالق النباتية من الماء.
  • الغذاء الرئيسي للحيتان البالينية العملاقة: الحوت الأزرق يمكن أن يأكل ما يصل إلى 40 مليون كريل (حوالي 3 إلى 4 أطنان) في اليوم الواحد.
  • يساعد في نقل الكربون إلى أعماق المحيط: من خلال فضلاته وأجسامه الميتة، مما يساهم في تنظيم المناخ.
  • يساعد في دورة الحديد في المحيط الجنوبي: الحديد عنصر نادر ولكنه حيوي لنمو العوالق النباتية.
  • ينسلخ بشكل متكرر لينمو: يتخلص من هيكله الخارجي كل بضعة أسابيع.
  • يقوم بهجرة رأسية يومية ضخمة: يصعد للسطح ليلا للتغذي ويهبط للأعماق نهارا.
  • يتجمع بكثافات هائلة جدا: عشرات الآلاف من الأفراد في المتر المكعب الواحد.
  • أحمر بسبب الأستازانتين: الصبغة التي يحصل عليها من أكل العوالق النباتية (نفس الصبغة التي تعطي السلمون لونه الوردي).
  • الكتلة الحيوية للكريل القطبي الجنوبي قد تفوق الكتلة الحيوية لجميع البشر.
  • يعتبر مصدرا غنيا بأحماض أوميغا-3 الدهنية.
  • طعمه يشبه الروبيان ولكن أقوى قليلا.
  • بقاء العديد من الأنواع البحرية الأيقونية يعتمد بشكل مباشر على وفرة الكريل.


خاتمة: في ختام رحلتنا إلى عالم الكريل المدهش، نكتشف أن هذه القشريات الصغيرة ليست مجرد روبيان صغير أو غذاء للحيتان، بل هي كائنات حيوية تلعب دورا محوريا لا يمكن الاستغناء عنه في صحة وتوازن محيطاتنا، خاصة في النظام البيئي الهش للمحيط الجنوبي. من أسرابه الهائلة التي تشكل أكبر تجمع للكتلة الحيوية لنوع واحد على وجه الأرض، إلى دوره كحجر زاوية في السلسلة الغذائية ودورة المغذيات، يثبت الكريل أن الحجم ليس دائما مقياسا للأهمية. إن التحديات التي يواجهها اليوم، وخاصة بسبب تغير المناخ والصيد المتزايد، تستدعي اهتماما عالميا وجهودا جادة لحماية هذا الكنز البحري وضمان استمرار دوره الحيوي للأجيال القادمة.


المصادر والمراجع:

المصدر الأول: Nationalgeographic

المصدر الثاني: Wikipedia


تعليقات