الثور: حقائق مذهلة عن هذا الحيوان العملاق

الثور: معلومات غريبة وأسرار لا يعرفها الكثيرون عن هذا الحيوان القوي

الثور Bull، هذا الكائن القوي والمهيب، هل تساءلت يوما كيف يمكن لحيوان ضخم أن يكون رمزا للقوة وفي ذات الوقت ضحية في طقوس بشرية قديمة؟ الغريب أن الثيران يمكن أن تميز الألوان رغم أنها لا ترى الأحمر كما يعتقد الكثيرون. هذا الحيوان لم يكن يوما مجرد جزء من الحقول، بل دخل في عمق المعتقدات والثقافات وحتى الفلكلور الشعبي. في هذه المقالة، ستكتشف أسرارا مدهشة عن الثور، صفاته وسلوكياته، وأدواره المختلفة في حياة الإنسان. فاستعد لما هو غير متوقع.

الثور: حقائق مذهلة عن هذا الحيوان العملاق
الثور: حقائق مذهلة عن هذا الحيوان العملاق


التصنيف العلمي للثور

التصنيف الاسم العلمي الاسم العربي الاسم الإنجليزي
المملكة Animalia الحيوانات Animals
الشعبة Chordata الحبليات Chordates
الطائفة Mammalia الثدييات Mammals
الرتبة Artiodactyla مزدوجات الأصابع Even-toed ungulates
الفصيلة Bovidae البقريات Bovids
الجنس Bos البقر Cattle
النوع Bos taurus الثور Bull


معنى اسم الثور

كلمة ثور في اللغة العربية هي كلمة أصيلة ذات جذور عميقة، وتُطلق بشكل أساسي على الذكر البالغ غير المخصيّ من الأبقار. ويُعتقد أن أصل الكلمة مرتبط بالجذر (ث و ر)، والذي يحمل معاني الهيجان والثوران والوثب والظهور والانتشار. هذه المعاني تتناسب مع طبيعة الثور المعروف بقوته، وهيجانه أحيانا، ودوره التاريخي في إثارة الأرض بالحرث، بالإضافة إلى كونه رمزا للخصوبة والانتشار.


مقدمة تعريفية عن الثور

الثور، بمفهومه الشائع، هو الذكر البالغ من الأبقار المستأنسة، ويلعب دورا حيويا في التكاثر واستمرار قطعان الماشية. يتميز عادة بحجمه الأكبر وقوته العضلية الأكثر وضوحا مقارنة بالإناث. تاريخيا، تم استخدام الثيران المخصية بشكل واسع كحيوانات جر قوية في الزراعة والنقل، حيث ساهمت بشكل كبير في تطور الحضارات الإنسانية من خلال توفير القوة اللازمة لحرث الحقول ونقل البضائع الثقيلة.

تعتبر الأبقار عموما، بما في ذلك الثور، من أهم الحيوانات المستأنسة اقتصاديا على مستوى العالم. فهي مصدر رئيسي للحوم، والحليب ومنتجات الألبان المختلفة، والجلود، والسماد الطبيعي. كما أنها لا تزال تستخدم كحيوانات عمل في بعض المناطق النامية. تربية الماشية تشكل جزءًا أساسيا من النظم الزراعية والاقتصادات الريفية في معظم بلدان العالم، وتوفر سبل العيش لملايين البشر.

يحمل الثور أيضا أهمية ثقافية ورمزية عميقة في العديد من المجتمعات والحضارات عبر التاريخ. غالبا ما يُنظر إليه كرمز للقوة، والخصوبة، والثروة، والمثابرة، والعمل الشاق. ظهر في العديد من الأساطير والطقوس الدينية والفنون، من عبادة أبيس في مصر القديمة وأسطورة مينوتور في كريت، إلى مكانة البقرة المقدسة في الهندوسية ورياضة مصارعة الثيران المثيرة للجدل في إسبانيا وبعض دول أمريكا اللاتينية. هذا الحضور الثقافي يعكس العلاقة الطويلة والمعقدة بين الإنسان وهذا الحيوان القوي.


التاريخ التطوري وأسلاف الثور

ينحدر الثور المستأنس من سلف بري مهيب يُعرف باسم الأورخس، وهو نوع ضخم من الأبقار البرية كان يجوب مساحات واسعة من أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا. بدأت عملية تدجين الأورخس قبل حوالي 10,500 عام في منطقة الهلال الخصيب بالشرق الأدنى، مما أدى إلى ظهور سلالتين رئيسيتين من الأبقار المستأنسة التي نعرفها اليوم: أبقار الطورين التي تكيفت مع المناخات المعتدلة، وأبقار الدرباني أو الزيبو ذات السنام التي تكيفت مع المناخات الحارة والجافة.

استمر الأورخس البري في الوجود جنبا إلى جنب مع نسله المستأنس لآلاف السنين، ولكنه تعرض للصيد المكثف وفقدان الموائل تدريجيا حتى انقرض تماما في القرن السابع عشر الميلادي. تنتمي الأبقار، بما في ذلك الثور، إلى عائلة البقريات الأوسع، والتي تضم أيضا الأغنام والماعز والظباء والجاموس، وتتميز هذه العائلة بوجود قرون حقيقية لدى العديد من أفرادها وبكونها من الحيوانات المجترة العاشبة.


شكل الثور

يمتلك الثور بنية جسدية قوية وضخمة تعكس دوره في التكاثر أو العمل، وقدرته على استهلاك وهضم كميات كبيرة من الأعشاب. شكله الخارجي يختلف بشكل كبير بين السلالات المختلفة، ولكنه يشترك في سمات أساسية تميزه كذكر بالغ من الأبقار. دعنا نستكشف تفاصيل مظهره.

  • الجسم: جسم الثور ضخم، ثقيل، وعضلي للغاية، خاصة في منطقة الرقبة والأكتاف والصدر. الهيكل العظمي قوي لدعم هذه الكتلة العضلية. الجلد سميك ومغطى بشعر قصير يختلف في كثافته ولونه حسب السلالة والمناخ.
  • الرأس: الرأس كبير وقوي، وعادة ما يكون أعرض وأثقل من رأس البقرة.
  • القرون: السمة الأكثر بروزا على الأغلب، حيث تمتلك معظم سلالات الثور زوجا من القرون الحقيقية التي تنمو من نتوءات عظمية على الجمجمة وتكون مغطاة بطبقة من الكيراتين. القرون دائمة ولا تتساقط سنويا على عكس قرون الأيل. يختلف شكل وحجم واتجاه القرون بشكل كبير جدا بين السلالات، وتستخدم للدفاع، وتحديد الهيمنة، والقتال بين الذكور. في الماشية التجارية الحديثة، غالبا ما يتم إزالة قرون العجول الصغيرة لأسباب تتعلق بالسلامة.
  • العيون: العيون كبيرة ومعبرة وتقع على جانبي الرأس، مما يوفر مجال رؤية واسع ولكنه محدود في العمق مباشرة أمام الحيوان.
  • الأذنان: الأذنان متوسطة الحجم إلى كبيرة، ومتحركة، وتساعد في تحديد مصدر الأصوات.
  • الخطم: الجزء الأمامي من الوجه، وعادة ما يكون عريضا ورطبا ويحتوي على فتحتي الأنف. حاسة الشم جيدة وتستخدم في اكتشاف الغذاء والتعرف على الأفراد الأخرى وتحديد الحالة التناسلية للإناث.
  • الفم والأسنان: الفم عريض ومكيف للرعي. لا تمتلك الأبقار قواطع علوية، وبدلا من ذلك لديها وسادة سنية غضروفية صلبة تقطع الأعشاب عليها باستخدام القواطع السفلية. أما الأضراس الخلفية فعريضة وقوية لطحن المواد النباتية الصلبة أثناء عملية الاجترار.
  • العنق واللبب: عنق الثور قصير وسميك جدا وقوي، خاصة عند الذكور البالغة حيث يدعم الرأس والقرون ويحتوي على عضلات قوية. وغالبا ما توجد ثنية جلدية فضفاضة تتدلى تحت العنق تسمى اللبب، وتكون أكثر وضوحا في بعض السلالات ويُعتقد أنها تساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم.
  • الأرجل والحوافر: عبارة عن أربعة أرجل قوية ومتينة لدعم وزن الجسم الثقيل، وتنتهي الأرجل بحوافر مشقوقة، أي تتكون من إصبعين رئيسيين يحملان الوزن ومغطاة بمادة قرنية صلبة.
  • الذيل: الذيل طويل وينتهي بخصلة من الشعر الكثيف. يستخدم بشكل أساسي لطرد الحشرات المزعجة، وقد يستخدم أيضا كإشارة سلوكية.

لون الثور

يتنوع لون فراء الثور بشكل هائل جدا حسب السلالة. تشمل الألوان الشائعة الأسود، والأبيض، والبني بدرجاته المختلفة، والأحمر، والأصفر الباهت. قد يكون اللون موحدا، أو مبقعا، أو مرقطا، أو مختلطا. غالبا ما يكون لون الذكور البالغة أغمق أو أكثر كثافة من لون الإناث أو الصغار.

حجم الثور

يختلف حجم الثور بشكل كبير جدا بين السلالات المختلفة. يتراوح ارتفاع الكتف للسلالات المتوسطة بين 1.2 و 1.5 متر، بينما يمكن أن تتجاوز السلالات الكبيرة جدا 1.8 متر عند الكتف. الذكور تكون دائما تقريبا أكبر وأثقل من الإناث في نفس السلالة.

وزن الثور

يمكن أن يتراوح وزن الثور البالغ من حوالي 500 كجم للسلالات الأصغر حجما إلى أكثر من 1200 كجم للثيران الضخمة من السلالات الكبيرة. الثيران المستخدمة في مصارعة الثيران تكون أخف وزنا وأكثر رشاقة عادةً.


موطن وموئل الثور

بفضل عملية الاستئناس التي بدأت منذ آلاف السنين، انتشرت الأبقار المستأنسة، بما في ذلك الثور، في جميع أنحاء العالم وتكيفت للعيش في مجموعة واسعة جدا من المناخات والبيئات التي يديرها الإنسان. أما سلفها البري، الأورخس، فقد كان له نطاق توزيع تاريخي واسع في العالم القديم.

  1. الموطن الأصلي للأورخس: كان يمتد عبر معظم أوروبا (باستثناء أقصى الشمال)، وشمال أفريقيا، والشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، وصولا إلى الهند وشرق آسيا.
  2. الموطن الحالي للأبقار المستأنسة: توجد الأبقار المستأنسة في جميع قارات العالم المأهولة بالسكان، من المناطق المعتدلة الباردة إلى المناطق الاستوائية الحارة، ومن الأراضي المنخفضة إلى المناطق الجبلية، حيثما توفرت المراعي والمياه والإدارة البشرية.
  3. موطن الأقارب البرية الأخرى: الجاموس الأفريقي يوجد في أفريقيا جنوب الصحراء. أما البيسون فيوجد في أمريكا الشمالية وقليل في أوروبا. وبالنسبة للجور والبانتنغ والياك البري فتوجد في آسيا.

تعتمد الموائل التي يعيش فيها الثور المستأنس بشكل أساسي على الممارسات الزراعية والرعوية البشرية. يتطلب وجود مساحات كافية للرعي ومصادر للمياه.

  1. المراعي والمروج الطبيعية والاصطناعية: هذا هو الموئل الأكثر شيوعا للأبقار المستأنسة، حيث تتغذى على الأعشاب والنباتات العشبية الأخرى.
  2. الأراضي الزراعية المختلطة: غالبا ما يتم دمج تربية الماشية مع زراعة المحاصيل، حيث قد ترعى الأبقار في الحقول بعد الحصاد أو في مناطق مخصصة للرعي.
  3. المناطق الحرجية المفتوحة والسافانا: في بعض النظم الرعوية، تتجول الأبقار في مناطق حرجية مفتوحة أو سافانا وتتغذى على الأعشاب وأوراق الشجر.
  4. المزارع والحظائر: تقضي العديد من أبقار الألبان أو التسمين جزءًا كبيرا أو كل وقتها في الحظائر أو المرافق المدارة بشكل مكثف.
  5. الموائل التاريخية للأورخس: كانت تشمل الغابات النفضية والمختلطة، والأراضي الرطبة، والمروج النهرية، والسهوب العشبية.


النظام الغذائي للثور

الثور، كغيره من الأبقار، هو حيوان عاشب ومجتر بامتياز. يعتمد نظامه الغذائي بشكل كامل على المواد النباتية، ويمتلك جهازا هضميا معقدا متخصصا في استخلاص العناصر الغذائية من الألياف النباتية الصعبة الهضم. اكتشف ماذا يأكل هذا الحيوان الضخم وكيف يهضمه.

  • الأعشاب والحشائش: يشكل هذا المكون الجزء الأكبر والأساسي من النظام الغذائي الطبيعي للثور والأبقار. فهي عبارة عن حيوانات راعية تتغذى بشكل انتقائي على مجموعة متنوعة من الأعشاب والحشائش في المراعي.
  • النباتات العشبية الأخرى: تتغذى أيضا على نباتات عشبية أخرى غير نجيلية تنمو في المراعي.
  • البقوليات: مثل البرسيم والنفل، وهي غنية بالبروتين وتعتبر جزءًا هاما من غذاء الماشية في العديد من النظم الزراعية.
  • أوراق الشجر والأغصان الطرية: قد تتغذى الأبقار أيضا على أوراق الشجر والأغصان الطرية، خاصة في المناطق الحرجية أو خلال فترات نقص الأعشاب.
  • التبن والسيلاج والأعلاف المصنعة: في المزارع، غالبا ما يتم استكمال النظام الغذائي للثور والماشية بالتبن، أو السيلاج (العلف المخمر)، أو الأعلاف المركزة المصنعة من الحبوب ومصادر البروتين الأخرى مثل فول الصويا لزيادة النمو أو إنتاج الحليب.
  • الأملاح والمعادن: تحتاج الأبقار إلى لعق الأملاح والمعادن للحصول على العناصر الأساسية التي قد تفتقر إليها في نظامها الغذائي النباتي.

طريقة هضم الثور للغذاء

تمتلك الأبقار معدة معقدة مكونة من أربع حجرات (الكرش، القلنسوة، أم التلافيف، المنفحة). تقوم بابتلاع كميات كبيرة من العلف بسرعة وتخزينها في الكرش، حيث تقوم الكائنات الدقيقة بتخميرها وتكسير السليلوز. لاحقا، يقوم الثور بإعادة كتل صغيرة من هذا العلف المهضوم جزئيا إلى فمه لمضغها مرة أخرى جيدا، ثم يبتلعها لتمر عبر الحجرات الأخرى للهضم والامتصاص النهائي.

كم يستطيع الثور العيش بدون طعام؟

تعتمد قدرة الثور على البقاء بدون طعام على عدة عوامل، أهمها توفر الماء ومخزون الدهون في الجسم. يمكن للحيوان البالغ السليم البقاء على قيد الحياة لعدة أيام أو حتى أسبوع أو أسبوعين بدون طعام، طالما توفر الماء. ومع ذلك، سيبدأ في فقدان الوزن بسرعة وتدهور حالته الصحية. العامل الأكثر أهمية هو الماء؛ فبدون ماء، لا تستطيع الثيران البقاء على قيد الحياة لأكثر من بضعة أيام، خاصة في الطقس الحار. خلال فترات نقص الغذاء الموسمي أو الجفاف، يمكنها الاعتماد جزئيا على احتياطيات الجسم، ولكنها تحتاج إلى حد أدنى من العلف للحفاظ على وظيفة الكرش والكائنات الدقيقة فيه.

ملحوظة: الجهاز الهضمي المجتر للثور هو تكيف مذهل يسمح له بالحصول على العناصر الغذائية من مواد نباتية ليفية لا تستطيع معظم الحيوانات الأخرى هضمها.


السلوك والحياة الاجتماعية للثور

تعتبر الأبقار المستأنسة، بما في ذلك الثور، حيوانات اجتماعية للغاية تعيش بشكل طبيعي في قطعان. تتميز هذه القطعان عادة بوجود بنية اجتماعية وتسلسل هرمي للهيمنة يتحدد غالبا بناءً على العمر والحجم والقوة والمزاج. الإناث (الأبقار) وصغارها تشكل نواة القطيع المستقرة، بينما قد يشكل الذكور البالغون (الثيران) مجموعات ذكورية منفصلة أو يعيشون منفردين خارج موسم التزاوج، ويحاولون الانضمام إلى قطعان الإناث خلال فترات التكاثر.

يقضي الثور والقطيع معظم وقتهم في الرعي أو البحث عن الطعام، والذي يحدث غالبا خلال فترات الصباح الباكر والمساء المتأخر، مع فترات راحة واجترار في منتصف النهار أو الليل. سلوك الرعي جماعي ومنسق غالبا. الاجترار هو نشاط يومي أساسي يستغرق عدة ساعات ويتم عادة أثناء الراحة والاستلقاء.

الثور، خاصة الذكر غير المخصي، يظهر سلوكيات هيمنة وتنافس واضحة، خاصة في وجود إناث في فترة الشبق أو عند التنافس مع ذكور أخرى. تشمل هذه السلوكيات استعراض القوة، والخوار العالي، وحك القرون بالأرض أو الأشجار، وضرب الأرض بالأرجل الأمامية، والمواجهات الجسدية التي قد تتضمن دفعا بالرؤوس أو تشابكا بالقرون. الثيران المخصية تكون أقل عدوانية بكثير. الأبقار المستأنسة لا تهاجر بشكل طبيعي، ولكن يتم نقلها من قبل البشر بين المراعي أو إلى الأسواق.

يعتمد التواصل بين أفراد القطيع على مجموعة من الإشارات البصرية والسمعية والشمية واللمسية. طرق التواصل تشمل:

  1. الأصوات: الخوار هو الصوت الأكثر شيوعا ويستخدم للتواصل بين الأفراد، وللتعبير عن الجوع أو الضيق، وللإعلان عن الوجود.
  2. الإشارات البصرية: وضعيات الجسم المختلفة، مثل موقف الرأس والأذنين والذيل، يمكن أن تعبر عن الهيمنة أو الخضوع أو العدوانية أو الخوف. التواصل البصري مهم في الحفاظ على تماسك القطيع وتحديد التسلسل الهرمي.
  3. الروائح: تلعب الروائح دورا هاما جدا في التعرف على الأفراد، وتحديد الحالة التناسلية للإناث، وتحديد المناطق.
  4. اللمس: يستخدم اللعق والاحتكاك الجسدي للتواصل الاجتماعي، خاصة بين الأم وصغيرها وبين الأفراد ذوي العلاقات الوثيقة.


التكاثر ودورة حياة الثور

يصل الثور إلى النضج في عمر مبكر نسبيا (حوالي 7 إلى 12 شهرا لبعض السلالات)، ولكنه قد لا يتمكن من التزاوج بنجاح حتى يصبح أكبر حجما وأقوى ليتمكن من المنافسة مع الذكور الأخرى. تكتشف الثيران الإناث التي تكون في فترة الشبق، والتي تتكرر كل 21 يوما تقريبا وتستمر لساعات قليلة، عن طريق شم الفيرومونات وسلوكيات الأنثى المميزة. قد تحدث طقوس تودد بسيطة تشمل اللعق والاحتكاك قبل حدوث التزاوج.

تستمر فترة الحمل لدى الأبقار حوالي 9 أشهر (متوسط 283 يوما)، وهي مشابهة جدًا لفترة حمل الإنسان. تلد البقرة عادةً عجلا واحدا في كل مرة، على الرغم من أن ولادة التوائم ممكنة ولكنها أقل شيوعا. قبل الولادة بفترة قصيرة، تميل البقرة إلى الانعزال عن القطيع بحثا عن مكان هادئ وآمن للولادة. تتم عملية الولادة عادة والبقرة مستلقية أو واقفة.

تولد العجول قادرة على الوقوف والمشي بعد فترة قصيرة جدا من الولادة (خلال ساعة أو أقل). تقوم الأم بلعق صغيرها جيدا لتنظيفه وتحفيز الدورة الدموية والتنفس، وتشكيل رابطة قوية معه. يعتبر حليب اللبأ، وهو الحليب الأول الذي تنتجه الأم، غنيا جدا بالأجسام المضادة والمغذيات الضرورية لحماية العجل حديث الولادة. ترضع الأم عجلها لعدة أشهر (عادة 6 إلى 10 أشهر أو حتى أطول)، وتحميه بشدة من أي خطر محتمل. ينمو العجل بسرعة ويتعلم تدريجيا تناول الأعلاف الصلبة.

يختلف متوسط عمر الثور والأبقار حسب السلالة، ونظام التربية، والغرض من التربية. في الظروف الطبيعية أو في المزارع التقليدية، يمكن للأبقار أن تعيش لمدة 15 إلى 20 عاما أو حتى 25 عاما في بعض الحالات. الثيران المستخدمة للتكاثر قد يكون عمرها الإنتاجي أقصر. أما الأبقار المستخدمة في إنتاج الحليب المكثف غالبا ما يتم استبدالها في عمر أصغر (5 إلى 7 سنوات). أما في الأسر (مثل حدائق الحيوان أو المحميات)، يمكن لبعض الأفراد أن تعيش لفترة أطول.


أشهر أنواع سلالات الثور

معلومات عن الثور

مصطلح الثور يشير إلى الذكر البالغ من الأبقار المستأنسة. يوجد مئات السلالات المختلفة من الأبقار المستأنسة حول العالم، والتي تم تطويرها من خلال الانتقاء الاصطناعي لتلبية احتياجات بشرية متنوعة. تنقسم هذه السلالات بشكل رئيسي إلى مجموعتين كبيرتين بناءً على أصلها من الأورخس: أبقار الطورين وأبقار الزيبو. فيما يلي أمثلة لأشهر سلالات الأبقار التي يُعرف ذكورها بالثيران:

  • أولا: سلالات أبقار الطورين - شائعة في أوروبا والأمريكتين والمناطق المعتدلة:

  1. هولشتاين-فريزيان: أشهر سلالة لإنتاج الحليب في العالم، تتميز بلونها الأبيض والأسود المبقع.
  2. أنجوس: سلالة شهيرة لإنتاج لحم البقر عالي الجودة، تتميز بلونها الأسود الصلب وعدم وجود قرون.
  3. هيرفورد: سلالة أخرى هامة لإنتاج اللحم، تتميز بوجهها الأبيض وجسمها الأحمر.
  4. شاروليه: سلالة فرنسية كبيرة الحجم، بيضاء أو كريمية اللون، معروفة بإنتاجها للحم.
  5. ليموزين: سلالة فرنسية أخرى للحم، تتميز بلونها الذهبي-الأحمر.
  6. سيمينتال: سلالة سويسرية متعددة الأغراض، غالبا ما تكون ذات لون أحمر أو أصفر مبقع بالأبيض.
  7. الثور الإسباني المقاتل: سلالة خاصة تربى في إسبانيا والبرتغال وفرنسا وأمريكا اللاتينية لغرض استخدامها في رياضة مصارعة الثيران. تتميز بمزاجها العدواني وقرونها الحادة.

  • ثانيا: سلالات أبقار الزيبو - متكيفة مع المناخات الحارة:

  1. براهمان: سلالة أمريكية تم تطويرها من أبقار الزيبو الهندية. تتميز بسنامها الدهني الكبير على الكتفين، وجلدها الفضفاض، وآذانها المتدلية، وقدرتها العالية على تحمل الحرارة والحشرات. تستخدم لإنتاج اللحم والتهجين مع سلالات الطورين.
  2. نيلور: سلالة زيبو هامة جدا في البرازيل، بيضاء أو رمادية اللون مع سنام مميز.
  3. جير: سلالة هندية معروفة بإنتاجها للحليب وقدرتها على تحمل الحرارة، وتتميز بجبهتها المستديرة وقرونها المنحنية للخلف وآذانها الطويلة المتدلية.

ملحوظة: يبلغ العدد الإجمالي للأبقار المستأنسة في العالم أكثر من مليار رأس، وتلعب سلالاتها المتنوعة دورا حيويا في الأمن الغذائي والاقتصادات الزراعية حول العالم. بالإضافة إلى ذلك، توجد أنواع برية قريبة من الثور مثل البيسون، والجور، والبانتنغ، والياك، والجاموس الأفريقي، والتي تختلف عنها في التصنيف والخصائص.


المخاطر والتهديدات التي تواجه الثور

باعتباره حيوانا مستأنسا ومدارا من قبل الإنسان بأعداد هائلة، لا يواجه الثور المستأنس خطر الانقراض بنفس المعنى الذي تواجهه الأنواع البرية. ومع ذلك، فإنه يواجه مجموعة من المخاطر والتحديات المتعلقة بصحته، ورفاهيته، وإدارته، بالإضافة إلى التهديدات التي تواجه أقاربه البرية.

  • الأمراض: تتعرض الماشية لمجموعة واسعة من الأمراض المعدية التي يمكن أن تسبب خسائر اقتصادية كبيرة وتؤثر على صحة الحيوان ورفاهيته. تشمل الأمثلة مرض الحمى القلاعية، والسل البقري، ومرض جنون البقر (BSE)، والبروسيلا، والجمرة الخبيثة، بالإضافة إلى العديد من الطفيليات الداخلية والخارجية.
  • القضايا المتعلقة بالإدارة والرفاهية: في نظم التربية المكثفة، قد تواجه الماشية مشاكل تتعلق بالكثافة العالية، وتقييد الحركة، والإجهاد، وسوء التغذية أو التغذية غير المتوازنة، مما يؤثر على صحتها وإنتاجيتها ورفاهيتها. بعض الممارسات مثل إزالة القرون أو الخصي قد تسبب ألما مؤقتا إذا لم تتم بشكل صحيح.
  • التغيرات المناخية: يمكن أن يؤثر الإجهاد الحراري الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة سلبا على صحة وإنتاجية الماشية، خاصة السلالات غير المتكيفة مع الحرارة. التغيرات في أنماط هطول الأمطار قد تؤثر على توفر المراعي والمياه.
  • فقدان التنوع الوراثي (للسلالات النادرة): مع التركيز العالمي على عدد قليل من السلالات عالية الإنتاجية، تواجه العديد من السلالات المحلية أو التقليدية خطر التدهور أو الانقراض، مما يؤدي إلى فقدان تنوع وراثي قيّم قد يكون مهما للتكيف المستقبلي مع الأمراض أو التغيرات البيئية.
  • التهديدات التي تواجه الأقارب البرية: كما ذكرنا سابقا، تواجه الأنواع البرية القريبة من الثور (مثل الجور، البانتنغ، البيسون، الياك البري) تهديدات خطيرة مثل فقدان الموائل، والصيد الجائر، والأمراض المنقولة من الماشية المستأنسة، والمنافسة معها على الموارد. أما الأورخس البري فقد انقرض بالفعل.

ملحوظة: بينما تركز إدارة الثور المستأنس بشكل أساسي على الإنتاجية والصحة والربح الاقتصادي، هناك اهتمام متزايد بقضايا الرفاهية الحيوانية، والاستدامة البيئية لتربية الماشية، والحفاظ على التنوع الوراثي للسلالات المختلفة.

هل الثور مهدد بالانقراض؟

لا، الثور المستأنس ليس مهددا بالانقراض على الإطلاق. فهو أحد أكثر أنواع الثدييات الكبيرة عددا وانتشارا على وجه الأرض، حيث تقدر أعداده بأكثر من مليار رأس عالميا. لذلك، لا يتم تقييم حالته من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN). ومع ذلك، كما ذكرنا، فإن العديد من أقاربه البرية (مثل البانتنغ والجور والبيسون والياك البري) مصنفة ضمن فئات مهددة بالانقراض بدرجات متفاوتة وتتطلب جهود حفظ نشطة. كما أن بعض سلالات الأبقار المستأنسة النادرة تعتبر مهددة بالانقراض على المستوى الوراثي.

أعداء الثور الطبيعيين

يمتلك الثور عددا من الأعداء الطبيعيين الذين يشكلون تهديدا له خاصة في بيئته البرية. من أبرز هذه الأعداء الذئاب التي تهاجم العجول أو الثيران المنفردة، إضافة إلى الدببة والأسود في بعض المناطق الجغرافية. كذلك، قد تتعرض الثيران الصغيرة لهجمات من الحيوانات المفترسة كالضباع أو الفهود. وعلى الرغم من قوته، إلا أن الثور لا يخلو من تحديات البقاء في مواجهة هذه الحيوانات.


طرق الحماية والمحافظة على الثور

نظرا لوفرة الثور المستأنس، تركز جهود الحماية والمحافظة المتعلقة به بشكل أساسي على جوانب مختلفة عن تلك المطبقة على الأنواع البرية المهددة. تشمل هذه الجوانب الحفاظ على التنوع الوراثي، وتحسين الرفاهية، وضمان استدامة نظم الإنتاج.

  1. الحفاظ على التنوع الوراثي للسلالات: دعم الجهود للحفاظ على السلالات المحلية والتقليدية والنادرة من الأبقار من خلال برامج التربية، وإنشاء بنوك للجينات، وتشجيع استخدامها في نظم الإنتاج المستدامة. هذا التنوع الوراثي مهم لمواجهة الأمراض المستقبلية والتغيرات البيئية.
  2. تحسين ممارسات الرفاهية الحيوانية: تطبيق معايير أعلى للرفاهية في مزارع تربية الماشية، بما في ذلك توفير مساحة كافية، وإمكانية الوصول إلى المراعي أو الحركة، والحد من الممارسات المسببة للألم أو الإجهاد، وتوفير رعاية بيطرية جيدة.
  3. تطوير نظم إنتاج مستدامة بيئيا: تشجيع الممارسات الزراعية والرعوية التي تقلل من التأثير البيئي لتربية الماشية، مثل الإدارة المتكاملة للمراعي، وتحسين كفاءة استخدام الأعلاف والمياه، وإدارة السماد لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتلوث المياه.
  4. المحافظة على صحة القطيع: تطبيق برامج فعالة للوقاية من الأمراض ومكافحتها من خلال التحصين، والمراقبة الصحية، وإجراءات الأمن الحيوي لمنع انتشار الأوبئة.
  5. حماية الأقارب البرية: دعم جهود الحفاظ على الأنواع البرية من البقريات من خلال حماية موائلها، ومكافحة الصيد الجائر، وإدارة التفاعلات مع الماشية المستأنسة لمنع انتقال الأمراض والمنافسة.

ملحوظة: تتجه المحافظة فيما يتعلق بالثور المستأنس نحو ضمان استدامة دوره في النظم الغذائية والاقتصادية مع مراعاة الرفاهية الحيوانية والأثر البيئي والحفاظ على التنوع الوراثي القيم الذي يمثله.


الأهمية البيئية والاقتصادية للثور

يمتلك الثور أهمية بيئية واقتصادية هائلة ومزدوجة، حيث يلعب أدوارا في تشكيل النظم البيئية، ويمثل في الوقت نفسه حجر الزاوية في العديد من الاقتصادات الزراعية والغذائية حول العالم.

الأهمية البيئية:

  • تشكيل النظم البيئية الرعوية: من خلال عملية الرعي، تؤثر الأبقار على بنية وتكوين المجتمعات النباتية في المراعي والأراضي العشبية والسافانا، مما يساعد في الحفاظ على هذه البيئات المفتوحة ومنع تحولها إلى غابات في بعض الحالات.
  • إعادة تدوير المغذيات: يساهم روث الماشية في إعادة تدوير المغذيات وتخصيب التربة، خاصة في النظم الرعوية المتكاملة.
  • جزء من السلسلة الغذائية: كان الأورخس فريسة هامة للمفترسات الكبيرة (مثل الذئاب والأسود والببور). الأبقار المستأنسة قد تكون فريسة للمفترسات في بعض النظم الرعوية المفتوحة.
  • التأثيرات البيئية السلبية المحتملة: في المقابل، يمكن أن تسبب الإدارة غير المستدامة للمراعي تدهورا للتربة وفقدانا للتنوع البيولوجي. كما تساهم الماشية بشكل كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. يمكن أن يؤدي تركيز الماشية أيضا إلى تلوث المياه بالروث والمغذيات الزائدة.

الأهمية الاقتصادية:

  • مصدر رئيسي للغذاء: توفر الأبقار جزءًا كبيرا من إمدادات اللحوم والحليب ومنتجات الألبان للاستهلاك البشري في جميع أنحاء العالم.
  • الجلود والمنتجات الثانوية: تعتبر جلود الأبقار مصدرا رئيسيا لصناعة الجلود. كما تستخدم أجزاء أخرى (مثل العظام والدهون) في تطبيقات صناعية وغذائية مختلفة.
  • حيوانات العمل والجر: تاريخيا، لعبت الثيران المخصية دورا حيويا في الزراعة من خلال عملية الحرث وفي النقل (جر العربات والأحمال). لا يزال هذا الدور قائما في بعض المناطق النامية.
  • السماد الطبيعي: يعتبر روث الماشية سمادا عضويا قيّمًا لتحسين خصوبة التربة في الزراعة، ويستخدم أيضا كوقود في بعض المجتمعات.
  • دعم الاقتصادات الريفية: تشكل تربية الماشية مصدر دخل وسبل عيش لملايين المزارعين والرعاة حول العالم، وتعتبر جزءًا أساسيا من الاقتصادات الزراعية والريفية.
  • الثروة والاستثمار: تعتبر الماشية شكلا من أشكال الثروة والاستثمار في العديد من المجتمعات.

ملحوظة: تعتبر الأهمية الاقتصادية للثور والأبقار هائلة ومتعددة الأوجه، حيث تمثل أساسا للأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية في أجزاء كبيرة من العالم، ولكنها تترافق أيضا مع تحديات بيئية تتطلب إدارة مستدامة ومسؤولة.


الثور في الثقافة والأساطير

احتل الثور مكانة بارزة ومرموقة في العديد من الثقافات والأساطير والحضارات القديمة والحديثة حول العالم، وغالبا ما كان يُنظر إليه كرمز للقوة الهائلة، والخصوبة، والثروة، والمثابرة، وحتى الألوهية. في حضارات الشرق الأدنى القديمة مثل سومر وبابل، كان الثور يمثل القوة الإلهية والخصوبة، وغالبا ما ارتبط بكبار الآلهة. وفي مصر القديمة، حظي الثور أبيس المقدس بتبجيل كبير كرمز للإله بتاح ثم أوزوريس، وكان يتم تحنيطه ودفنه في مقابر سرابيوم سقارة الفخمة.

في منطقة البحر الأبيض المتوسط، نجد أسطورة المينوتور الشهيرة في كريت، وهو كائن نصف إنسان ونصف ثور. كما ارتبط الثور بالإله زيوس في الأساطير اليونانية (في قصة اختطاف يوروبا)، وبالإله ميثراس في الديانات الرومانية والمثرائية. وفي الثقافة الإسبانية والأيبيرية، يحتل الثور دورا مركزيا ومثيرا للجدل في تقليد مصارعة الثيران. أما في الهندوسية، فتحظى البقرة (والثور بدرجة أقل) بمكانة مقدسة كرمز للحياة والعطاء والأمومة، ويُحظر ذبحها أو أكل لحمها على نطاق واسع.

يظهر الثور كرمز للقوة والعمل الشاق والمثابرة في العديد من الأمثال الشعبية والتعابير اللغوية حول العالم. استخدامه كحيوان جر في الزراعة لآلاف السنين رسخ صورته ككائن صبور وقوي ومساهم أساسي في استقرار المجتمعات الزراعية. كما أن ارتباطه بالخصوبة والتكاثر جعله رمزا للرجولة والقوة في بعض السياقات الثقافية.

في الفن الحديث والمعاصر، يستمر الثور في الظهور كرمز للقوة أو العناد أو حتى الوحشية (كما في مصارعة الثيران)، ولكنه قد يمثل أيضا الارتباط بالطبيعة والحياة الريفية. تماثيل الثيران، مثل الثور الهائج في وول ستريت بنيويورك، تستخدم كرمز للقوة الاقتصادية والتفاؤل المالي. بشكل عام، يبقى الثور كائنا ذا حضور ثقافي قوي ومتعدد الأوجه يعكس تاريخه الطويل وتفاعله العميق مع الحضارة الإنسانية.


العلاقة بين الثور والإنسان

لطالما ربط الإنسان علاقته بالثور منذ أقدم العصور، حيث كان رفيقا أساسيا في الزراعة والحراثة، يعتمد عليه في جر المحاريث ونقل الحمولات الثقيلة. لقد شكّل الثور مصدرا هاما للغذاء بفضل لحمه وحليبه، كما استُخدم جلده وقرونه في الصناعات اليدوية. وعلى مر التاريخ، تطورت هذه العلاقة من المنفعة المادية إلى الرمزية، فأصبح الثور رمزا للقوة والخصوبة في العديد من الثقافات. لا تزال المجتمعات الريفية إلى اليوم تقدّر هذا الحيوان تقديرا كبيرا لمكانته الاقتصادية والاجتماعية.

أما في الجانب الثقافي والديني، فقد احتل الثور مكانة خاصة، فعبدته بعض الحضارات مثل حضارة وادي السند والفراعنة والإغريق، وظهر في طقوسهم ومعتقداتهم. حتى في الفنون والآداب، تجسدت صورته كرمز للبطولة والتحدي، خاصة في مصارعة الثيران الشهيرة في إسبانيا. كما أُدرج في الأبراج الفلكية وأُطلق اسمه على برج الثور، مما يعكس عمق حضوره في الوعي الجماعي. هكذا يظهر جليا أن العلاقة بين الإنسان والثور ليست سطحية بل متجذرة ومتعددة الأبعاد.


أسطورة انجذاب الثور للون الأحمر

تُعد أسطورة انجذاب الثور للون الأحمر من أشهر المفاهيم الخاطئة المرتبطة بهذا الحيوان، إذ يعتقد كثيرون أن الثور يهاجم اللون الأحمر تحديدا في حلبات المصارعة. لكن في الحقيقة، الثيران مصابون بعمى الألوان ولا يستطيعون تمييز الأحمر من غيره. ما يثير الثور فعليا هو حركة القماش وليس لونه، خاصة عندما يُلوّح به المصارع بطريقة استفزازية.

هذه الخرافة انتشرت بفعل العروض الإسبانية، حيث يُستخدم القماش الأحمر لأغراض رمزية وجمالية فقط، وليس لأنه يغضب الثور. الدراسات الحديثة أثبتت أن الثيران تستجيب للحركة السريعة أكثر من الألوان، مما يُسقط هذه الفكرة من أساسها. لذا، فإن ارتباط الثور باللون الأحمر ما هو إلا خدعة مسرحية لا أكثر، تعززت مع مرور الزمن والدراما الجماهيرية.


أهمية الثور في حياة الإنسان

الثور كان ولا يزال من الحيوانات ذات القيمة الكبيرة في حياة الإنسان، وقد لعب أدوارا محورية في مجالات متعددة منذ آلاف السنين. فيما يلي أبرز أوجه أهميته:

  1. العمل في الزراعة: يُستخدم الثور في جرّ المحاريث والعربات، خاصة في المناطق الريفية التي تعتمد على الطرق التقليدية في الزراعة.
  2. مصدر للقوة: يوفر الثور طاقة بدنية عالية، ما يجعله مساعدا مثاليا في نقل الأحمال والقيام بالأعمال الشاقة.
  3. إنتاج اللحم: يعتبر الثور من أهم مصادر اللحوم الحمراء، ويشكل جزءًا كبيرا من اقتصاد الثروة الحيوانية في كثير من الدول.
  4. رمز ثقافي: يحتل الثور مكانة رمزية في العديد من الثقافات، حيث يُقدّس في بعض المجتمعات ويُحتفل به في مهرجانات تقليدية.
  5. تحسين السلالات: يُستخدم في عمليات التهجين لتحسين صفات الأبقار الوراثية، سواء من حيث القوة أو مقاومة الأمراض.
  6. الدور البيئي: من خلال الرعي، يساهم الثور في التحكم بالنباتات وتقليل انتشار الأعشاب الضارة في البيئات الزراعية.

ملاحظة: تتجاوز أهمية الثور حدود الإنتاج الزراعي، فهو حيوان له أبعاد اقتصادية وثقافية وبيئية جعلته جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان عبر العصور.


هل الثور حيوان أليف أم خطير؟

الثور حيوان قوي وذو بنية عضلية ضخمة، وهذا يجعله يبدو خطيرا في نظر الكثيرين، خاصة عند الغضب أو الاستفزاز. ومع ذلك، فإن الثور المدجّن غالبا ما يكون هادئا إذا تم التعامل معه بلطف وتدريب جيد. الطبيعة العدوانية ليست سمة دائمة، بل تظهر كرد فعل على التهديد أو الألم.

في المقابل، الثيران التي تُستخدم في مصارعة الثيران أو تُربّى في بيئات قاسية قد تُظهر سلوكا عدائيا ومندفعا. لذلك، فإن سلوك الثور يعتمد بشكل كبير على طريقة تربيته ومعاملته. يمكن القول إن الثور ليس حيوانا أليفا بالمعنى التقليدي، لكنه ليس خطرا بطبيعته ما لم يُستفز أو يُساء التعامل معه.


نصائح للتعامل مع الثور بأمان

يُعد الثور من الحيوانات القوية التي تتطلب تعاملا خاصا، خاصةً في المزارع أو المناسبات التقليدية. وعلى الرغم من قدرته على التعايش مع البشر، إلا أن سلوكه قد يتحول في لحظة. لذا، من الضروري معرفة كيفية التعامل معه بطريقة آمنة تقلل المخاطر وتحفظ السلامة.

  • تجنّب الاقتراب من الثور بشكل مفاجئ أو من الخلف، لأن ردة فعله قد تكون دفاعية.
  • راقب لغة جسده؛ إذا لاحظت علامات توتر مثل الخوار أو خدش الأرض، ابتعد فورا.
  • لا ترفع صوتك أو تقوم بحركات سريعة أمامه، فالثيران تتوتر بسهولة من الضوضاء.
  • استخدم الحواجز أو الحبال عند الحاجة للسيطرة عليه لتقليل الاحتكاك المباشر.
  • لا تقترب منه أثناء تناوله الطعام أو عند وجود إناث، فقد يشعر بالتهديد.
  • من الأفضل أن تتعامل معه بوجود شخص مُتمرّس في تربية الثيران.
  • لا تحاول اللعب أو المزاح معه، فهو ليس حيوانا أليفا بالمعنى التقليدي.

ملاحظة: الفهم العميق لطبيعة الثور يُعدّ خط الدفاع الأول في الوقاية من الإصابات، خاصة في بيئات العمل الزراعي أو الاحتكاك اليومي.


الفرق بين الثور والبقر

في هذا الجدول المقارن، سوف نتناول أبرز الفروق بين الثور والبقر، مع التركيز على الجوانب البيولوجية والسلوكية والاستخدامات المختلفة لكل منهما. على الرغم من أن الثور والبقر ينتميان إلى نفس الفصيلة، إلا أن هناك عدة اختلافات تميز كل منهما عن الآخر.

المعيار الثيران البقر
الحجم أكبر حجما، قد يصل إلى 700 كجم أو أكثر أصغر حجما مقارنة بالثور
الهدف من التربية التكاثر، الرياضات مثل مصارعة الثيران، واللحم إنتاج الحليب، اللحم
السلوك غالبا ما يكون عدوانيا وأكثر توترا أقل عدوانية، أكثر هدوءًا
المظهر يمتلك غالبا عضلات ضخمة وقرون طويلة أصغر في العضلات، ويتميز بجسم أكثر استدارة
التهجين يستخدم في تحسين السلالات الزراعية والرياضية يستخدم في إنتاج الحليب وتحسين الإنتاج

ملاحظة: على الرغم من أن الثور والبقر ينتميان إلى نفس الفصيلة، فإن كلًا منهما له دور ووظيفة مميزة. هذه الفروقات تساهم في تحديد استخدامات كل منهما في الحياة اليومية، سواء في الزراعة أو في الإنتاج الحيواني.


معلومات غريبة وعجيبة عن الثور

  • حيوانات مجترة: تقضي الأبقار حوالي 6 ساعات يوميا في الأكل و 8 ساعات في اجترار (مضغ) طعامها المهضوم جزئيا.
  • أربع معدات: لديها معدة واحدة مقسمة إلى أربع حجرات: الكرش، القلنسوة، أم التلافيف، والمنفحة.
  • لا تستطيع التقيؤ: بنية جهازها الهضمي تجعل عملية التقيؤ صعبة ومستحيلة تقريبا.
  • ترى الألوان بشكل مختلف: يُعتقد أنها ترى الألوان بشكل أساسي في نطاق الأصفر والأخضر والأزرق والبنفسجي، وتجد صعوبة في تمييز اللون الأحمر.
  • مجال رؤية بانورامي: عيونها الجانبية تمنحها مجال رؤية يصل إلى 330 درجة تقريبا، ولكن لديها نقطة عمياء صغيرة أمامها مباشرة وخلفها.
  • حاسة شم قوية جدا: يمكنها شم الروائح من مسافة تصل إلى 10 كيلومترات.
  • تتعرف على الوجوه: يمكن للأبقار عموما التعرف على وجوه البشر والحيوانات الأخرى وتذكرها لفترة طويلة.
  • تحزن على فقدان رفاقها: تظهر علامات الحزن والإجهاد عند فصلها عن أفراد قطيعها المفضلين أو عند فقدان عجلها.
  • تنام واقفة أو مستلقية: يمكنها أخذ قيلولات قصيرة وهي واقفة، لكنها تحتاج للاستلقاء للدخول في نوم حركة العين السريعة.
  • تقضي وقتا طويلا في الاستلقاء: قد تستلقي الثيران لمدة تصل من 10 إلى 14 ساعة يوميا للراحة والاجترار والنوم.
  • الأبقار مغناطيسية: لوحظ أنها تميل إلى توجيه أجسامها على طول محاور الشمال والجنوب المغناطيسية للأرض أثناء الرعي أو الراحة.
  • يمكنها السباحة: إذا لزم الأمر، تستطيع الأبقار السباحة بشكل جيد نسبيا.
  • تنتج كميات هائلة من اللعاب: قد تنتج البقرة الواحدة أكثر من 100 لتر من اللعاب يوميا للمساعدة في عملية الهضم والاجترار.
  • تشرب كميات كبيرة من الماء: يمكن للبقرة الحلوب أن تشرب ما يعادل حوض استحمام كامل من الماء يوميا (حوالي 100 إلى 150 لترا).
  • الأبقار مسؤولة عن جزء كبير من انبعاثات الميثان: غاز الميثان الناتج عن عملية التخمر الهضمي في الكرش هو أحد غازات الاحتباس الحراري القوية.
  • بصمة الأنف فريدة: مثل بصمات الأصابع لدى الإنسان، يعتبر نمط الخطوط على أنف الثور فريدا لكل فرد ويمكن استخدامه للتعرف عليه.
  • الأورخس كان أكبر بكثير من الثيران الحالية: كان ارتفاع كتف ذكر الأورخس يصل إلى 1.8 متر أو أكثر.
  • عودة الأورخس: هناك مشاريع تحاول إعادة إنشاء حيوان يشبه الأورخس عن طريق التهجين الانتقائي لسلالات أبقار تحتفظ ببعض سماته البدائية.
  • سلالة دكستر هي الأصغر: تعتبر أبقار دكستر الأيرلندية من أصغر سلالات الأبقار المستأنسة.
  • الأبقار لديها أفضل صديق: غالبا ما تقضي وقتا أطول مع فرد معين في القطيع وتظهر علامات الإجهاد عند فصلهما.
  • تفضل الروتين: تشعر الأبقار براحة أكبر وتكون أكثر إنتاجية عندما تتبع روتينا يوميا ثابتا في التغذية والحلب والرعاية.
  • يمكنها التعرف على صوت صاحبها: تميز صوت الشخص الذي يعتني بها بانتظام.
  • لون الحليب أبيض بسبب تشتت الضوء: جزيئات الدهون والكازين في الحليب تشتت جميع ألوان الضوء، مما يجعله يبدو أبيض.
  • بعض الثيران لديها وظيفة حراسة القطيع: قد تتخذ بعض الثيران الأكبر سنا أو الأكثر هيمنة دورا في مراقبة القطيع وتنبيهه للخطر.
  • تحب الخدش والحك: غالبا ما تحك أجسامها بالأشجار أو الأعمدة أو تستخدم فرش الحك الآلية في المزارع الحديثة.


خاتمة: الآن ندرك الدور المحوري الذي لعبه هذا الحيوان القوي في مسيرة الحضارة الإنسانية وما زال يلعبه حتى اليوم. من كونه سلفا بريا مهيبا، إلى شريك لا غنى عنه في الزراعة والنقل، وصولا إلى كونه مصدرا أساسيا للغذاء والثروة لملايين البشر، يظل الثور رمزا للقوة والخصوبة والارتباط العميق بين الإنسان والطبيعة. إن فهمنا لتاريخه وتنوعه وسلوكه وأهميته، وكذلك التحديات التي تواجهه، يدعونا إلى تقدير هذا الكائن والعمل نحو إدارة مستدامة وعلاقة أكثر توازنا معه ومع الكوكب الذي نتشاركه.


المصادر والمراجع:

المصدر الأول: Wikipedia

المصدر الثاني: Britannica


تعليقات