أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

سمكة التونة: أفضل الأسماك في عالم المحيطات

سمكة التونة: ملكة المحيطات التي تدهش العالم بقدراتها

هل تخيلت يوما وجود سمكة قادرة على السباحة بسرعات خارقة تتحدى أسرع القوارب، وتقطع محيطات بأكملها في رحلات ملحمية؟ إنها سمكة التونة Tuna، رياضي المحيطات الفذ والمفترس القوي الذي يتربع على قمة السلسلة الغذائية البحرية. لكن، هل تعلم أن هذه السمكة، على عكس معظم الأسماك الأخرى، قادرة على الحفاظ على دفء جسمها في المياه الباردة، وأن بعض أنواعها تعتبر من أغلى الأسماك في العالم سعرا؟ انضم إلينا في استكشاف أعماق عالم سمكة التونة المذهل؛ سنتعرف على تكيفاتها الفريدة للسرعة والتحمل، وأنواعها المتعددة، وهجراتها الواسعة، وأهميتها الاقتصادية الهائلة، والتهديدات الخطيرة التي تواجه مستقبل هذا العملاق البحري.

سمكة التونة: أفضل الأسماك في عالم المحيطات
سمكة التونة: أفضل الأسماك في عالم المحيطات


التصنيف العلمي لسمكة التونة

التصنيف الاسم العلمي الاسم العربي الاسم الإنجليزي
المملكة Animalia الحيوانات Animals
الشعبة Chordata الحبليات Chordates
الصف Actinopterygii الأسماك شعاعية الزعانف Ray-finned fishes
الرتبة Scombriformes الإسقمريات Mackerel-like fishes
الفصيلة Scombridae الإسقمريات Mackerels and Tunas
الجنس Thunnus التونة Tuna

معنى اسم سمكة التونة

يعود أصل اسم سمكة التونة الشائع في العديد من اللغات، بما فيها الإنجليزية (Tuna)، إلى سلسلة من التحولات اللغوية المثيرة للاهتمام عبر التاريخ والثقافات. فالكلمة الإنجليزية مشتقة من الإسبانية (atún)، التي بدورها جاءت من الكلمة العربية الأندلسية (التون). أما التون العربية فهي مأخوذة عن اللاتينية (thunnus)، وهذه الأخيرة ترجع أصولها إلى الكلمة اليونانية القديمة (θύννος) (ثونوس).

إن الكلمة اليونانية (θύννος) (ثونوس) نفسها يُعتقد أنها مشتقة من الفعل اليوناني (θύνω) (ثونو)، والذي يحمل معنى الاندفاع أو الانطلاق بسرعة أو الوثب. وهذا المعنى يصف بدقة متناهية السمة الأبرز لسمكة التونة، وهي سرعتها الفائقة وقدرتها الهائلة على الاندفاع والانطلاق بقوة عبر مياه المحيط المفتوح. لذلك، فإن اسم سمكة التونة يعكس ببراعة طبيعتها كواحدة من أسرع وأقوى الكائنات البحرية.


التاريخ التطوري وأسلاف سمكة التونة

تنتمي سمكة التونة إلى عائلة الإسقمريات (Scombridae) الواسعة، والتي ظهرت أسلافها الأولى في السجل الأحفوري خلال العصر الإيوسيني قبل حوالي 50 مليون سنة. تطورت قبيلة التونيني، التي تضم أسماك التونة الحقيقية، لاحقا ضمن هذه العائلة، ويُعتقد أن أسلافها المباشرين كانوا أسماكا محيطية مفترسة أصغر حجما وأقل تخصصا، ربما تشبه إلى حد ما أسماك البونيتو أو الماكريل التي لا تزال قريبة لها اليوم.

تميز التاريخ التطوري لسمكة التونة بتطور مجموعة من التكيفات الفريدة للسرعة الفائقة والحياة في المحيط المفتوح، مثل الجسم الانسيابي الشبيه بالطوربيد، والزعنفة الذيلية الهلالية القوية، والزُعَينِفات الصغيرة التي تقلل الاضطراب المائي. ولعل التطور الأبرز كان اكتساب القدرة على تنظيم حرارة الجسم (الدم الدافئ جزئيا) في الأنواع الكبيرة، مما سمح لها بالحفاظ على نشاط عالٍ في مياه ذات درجات حرارة متفاوتة وغزو بيئات محيطية واسعة.


مقدمة تعريفية عن سمكة التونة

سمكة التونة هو الاسم الذي يطلق على مجموعة من أسماك المياه المالحة الكبيرة والمفترسة تنتمي إلى قبيلة تونيني وهي جزء من عائلة الإسقمريات التي تضم أيضا أسماك الماكريل والبونيتو. تشتهر سمكة التونة بجسمها الانسيابي الشبيه بالطوربيد، وزعنفتها الذيلية القوية هلالية الشكل، وقدرتها الاستثنائية على السباحة بسرعات عالية جدا ولمسافات طويلة عبر المحيطات المفتوحة. تعتبر هذه الأسماك من المفترسات العليا في بيئتها، وتلعب دورا حيويا في توازن النظم البيئية البحرية.

تتميز العديد من أنواع سمكة التونة بقدرتها الفريدة على تنظيم درجة حرارة أجسامها، وهي سمة نادرة بين الأسماك. تسمح لها هذه القدرة بالحفاظ على نشاط عضلاتها وعقلها في المياه الباردة، مما يعزز من كفاءتها كمفترس ويوسع نطاق بيئاتها. تعتبر سمكة التونة من الأنواع شديدة الهجرة، حيث تقطع آلاف الكيلومترات عبر المحيطات بين مناطق التغذية الغنية ومناطق التكاثر المحددة.

تحظى سمكة التونة بأهمية اقتصادية هائلة على مستوى العالم، حيث تعتبر من أكثر المأكولات البحرية قيمة وشعبية، سواء كانت معلبة أو طازجة أو مجمدة، وخاصة في أطباق السوشي والساشيمي. هذا الطلب المرتفع، بالإضافة إلى خصائصها البيولوجية، جعل العديد من مجموعاتها، وخاصة التونة زرقاء الزعنفة، عرضة للصيد الجائر بشكل خطير، مما يضع مستقبلها على المحك ويتطلب جهودا دولية مكثفة لإدارتها والحفاظ عليها.


الوصف الخارجي لسمكة التونة

تمتلك سمكة التونة تصميما جسديا هو مثال للهندسة الهيدروديناميكية الطبيعية، فهو مصمم بالكامل لتحقيق أقصى سرعة وكفاءة في السباحة عبر المحيطات المفتوحة. جسمها القوي والرشيق وزعانفها المتخصصة كلها تعكس أسلوب حياتها كمفترس مهاجر سريع. دعنا نستكشف تفاصيل هذا البناء الجسدي المذهل.

  • الجسم: جسم سمكة التونة مغزلي الشكل ومستدق الطرفين، يشبه الطوربيد أو الرصاصة، وهو الشكل الأكثر انسيابية لتقليل مقاومة الماء. الجسم قوي وعضلي للغاية، خاصة في منطقة الذيل. الجلد أملس ومغطى بحراشف صغيرة جدا تساهم في تقليل الاحتكاك.
  • الرأس: الرأس مخروطي الشكل ويندمج بسلاسة مع الجسم.
  • الفم: الفم كبير نسبيا ويقع في نهاية الرأس، ومزود بأسنان صغيرة وحادة ومخروطية الشكل في الفكين تستخدم للإمساك بالفرائس الزلقة مثل الأسماك والحبار، ولكنها غير مصممة للمضغ أو التقطيع الكبير.
  • العيون: عيون سمكة التونة كبيرة نسبيا ومكيفة للرؤية في مختلف مستويات الإضاءة في المحيط المفتوح. موقعها يوفر رؤية جيدة لاكتشاف الفريسة.
  • الخياشيم: تمتلك خياشيم كبيرة وذات مساحة سطح واسعة جدا لاستخلاص الأكسجين بكفاءة عالية من الماء أثناء السباحة المستمرة.
  • الزعانف: زعانف سمكة التونة متكيفة بشكل كبير للسرعة والاستقرار:

  1. الزعنفة الظهرية: عادة ما تكون هناك زعنفتان ظهريتان. الزعنفة الأولى تكون مثلثة الشكل وقابلة للطي في أخدود على الظهر لتقليل المقاومة عند السباحة السريعة، وغالبا ما تكون مدعومة بأشواك. الزعنفة الثانية تكون أصغر حجما ومدعومة بأشعة لينة.
  2. الزعنفة الذيلية: قوية جدا، وصلبة، وذات شكل هلالي عميق. هذا الشكل مثالي لتوليد قوة دفع هائلة ومستمرة للسباحة السريعة والتحمل العالي.
  3. الزعانف الصدرية: طويلة ومنجلية الشكل في العديد من الأنواع (مثل الألباكور والزعنفة الصفراء)، وتستخدم للتوجيه والاستقرار، ويمكن طيها لتناسب الجسم.
  4. الزعانف الحوضية: صغيرة وتقع أسفل الزعانف الصدرية، ويمكن طيها في تجاويف لتقليل المقاومة.
  5. الزعنفة الشرجية: تشبه الزعنفة الظهرية الثانية في الشكل والحجم وتقع على الجانب السفلي.
  6. الزُعَينِفات: سلسلة من الزعانف الصغيرة غير قابلة للسحب تقع خلف الزعنفة الظهرية الثانية والزعنفة الشرجية وتمتد حتى الذيل. يُعتقد أنها تقلل من الاضطرابات المائية وتزيد من كفاءة السباحة عند السرعات العالية.
  7. الخط الجانبي: خط حسي يمتد على طول الجسم، يساعد في استشعار الاهتزازات وحركة المياه.

ألوان سمكة التونة

تتميز سمكة التونة بنمط تلوين نموذجي لأسماك المحيط المفتوح يسمى (التظليل المعاكس). يكون لون الظهر أزرق داكن معدني أو أسود تقريبا، بينما يكون لون الجانبين والبطن فضي أو أبيض. هذا النمط يساعد على التمويه من المفترسات أو الفرائس، حيث يجعل السمكة تبدو داكنة عند النظر إليها من الأعلى وفاتحة عند النظر إليها من الأسفل. بعض الأنواع قد تظهر خطوطا أو بقعا باهتة أو لمعانا قزحيا على الجانبين، وقد تكون الزعينفات صفراء زاهية.

حجم سمكة التونة

يتفاوت حجم سمكة التونة بشكل كبير جدا حسب النوع. حيث تتراوح الأنواع الصغيرة مثل تونة الوثاب عادة بين 50 سم ومتر واحد. الأنواع المتوسطة مثل الألباكور والتونة صفراء الزعنفة يمكن أن تصل من 1.5 إلى 2 متر. أكبر الأنواع هي التونة زرقاء الزعنفة، حيث يمكن أن يتجاوز طولها 3 أمتار.

وزن سمكة التونة

تزن تونة الوثاب عادة أقل من 20 كجم. يمكن أن يصل وزن التونة صفراء الزعنفة والألباكور من 50 إلى 100 كجم أو أكثر. التونة زرقاء الزعنفة العملاقة يمكن أن تتجاوز زنتها 600 إلى 700 كجم، مع تسجيل أرقام قياسية تقترب من الطن (1000 كجم) في حالات نادرة جدا، مما يجعلها من أضخم الأسماك العظمية وأكثرها قيمة.


موطن وموئل سمكة التونة

سمكة التونة هي سمكة بحرية تعيش في المحيطات المفتوحة وتوجد في جميع المياه الاستوائية والمعتدلة حول العالم، مع وجود أنواع مختلفة تفضل نطاقات حرارية معينة. هي أسماك شديدة الترحال والهجرة، تقطع مسافات شاسعة عبر أحواض المحيطات.

  1. المحيط الأطلسي: موطن لسمكة التونة زرقاء الزعنفة الأطلسية، والتونة كبيرة العين، والتونة صفراء الزعنفة، والألباكور، وتونة الوثاب.
  2. المحيط الهادئ: موطن للتونة زرقاء الزعنفة الهادئة، والتونة صفراء الزعنفة، والتونة كبيرة العين، والألباكور، وتونة الوثاب، وأنواع أخرى.
  3. المحيط الهندي: يوجد فيه التونة صفراء الزعنفة، والتونة كبيرة العين، والألباكور، وتونة الوثاب، والتونة زرقاء الزعنفة الجنوبية.
  4. المحيط الجنوبي: يعتبر موطنا رئيسيا للتونة زرقاء الزعنفة الجنوبية.
  5. البحار الهامشية: توجد سمكة التونة أيضا في بحار كبيرة متصلة بالمحيطات مثل البحر الأبيض المتوسط، والبحر الكاريبي، وخليج المكسيك.

تعتبر سمكة التونة كائنا بحريا يعيش في عرض المحيط، وتقضي معظم حياتها في المياه السطحية والمتوسطة العمق في عمود الماء، ونادرا ما تقترب من القاع أو المياه الساحلية الضحلة جدا إلا لغرض الصيد أحيانا.

  1. المحيط المفتوح: هذا هو الموئل الأساسي لجميع أنواع سمكة التونة. تتجول في المياه المفتوحة بحثا عن فرائسها.
  2. المياه السطحية: تقضي العديد من الأنواع، خاصة الأصغر حجما مثل تونة الوثاب، وقتا طويلا في الطبقات العليا من المحيط التي تخترقها أشعة الشمس.
  3. المياه المتوسطة والعميقة: تنزل أنواع أخرى، مثل التونة كبيرة العين والتونة زرقاء الزعنفة، إلى أعماق أكبر (تصل إلى 1000 متر أو أكثر) بحثا عن الطعام أو لتنظيم درجة حرارة جسمها.
  4. مناطق التيارات البحرية والجبهات المحيطية: غالبا ما تتجمع سمكة التونة في المناطق التي تلتقي فيها تيارات بحرية مختلفة أو حيث توجد تغيرات حادة في درجة الحرارة أو الملوحة، لأن هذه المناطق تكون غالبا غنية بالغذاء.
  5. بالقرب من الجبال البحرية أو حواف الجرف القاري: قد تتجمع أيضا حول هذه الهياكل تحت الماء التي تجذب فرائسها.


النظام الغذائي لسمكة التونة

سمكة التونة هي مفترس لاحم شره ونشط للغاية، تقع في قمة السلسلة الغذائية في بيئتها المحيطية المفتوحة. سرعتها الفائقة وقدرتها على التحمل تمكنها من مطاردة مجموعة واسعة من الفرائس البحرية. اكتشف قائمة طعام هذا المفترس البحري القوي.

  • الأسماك الصغيرة والمتوسطة الحجم: يشكل هذا المكون الجزء الأكبر من النظام الغذائي لمعظم أنواع سمكة التونة. تتغذى بنهم على أسراب الأسماك الصغيرة مثل السردين، والأنشوجة، والرنجة، والماكريل الصغير، والأسماك الطائرة، وغيرها من الأسماك التي تعيش في المياه المفتوحة.
  • رأسيات الأرجل: يعتبر الحبار فريسة هامة جدا للعديد من أنواع التونة، خاصة تلك التي تعيش في المياه العميقة أو المتوسطة. قد تأكل أيضا الأخطبوطات الصغيرة إذا أتيحت لها الفرصة.
  • القشريات: تستهلك سمكة التونة أيضا مجموعة متنوعة من القشريات، خاصة الكبيرة منها التي تسبح في المياه المفتوحة مثل بعض أنواع الجمبري الكبير، وسرطانات البحر السابحة، ويرقات الكركند الكبيرة.
  • الكائنات الهلامية: قد تأكل بعض أنواع التونة قناديل البحر أو السالبيات بشكل انتهازي.

طريقة الصيد

سمكة التونة هي مفترس مطارد نشط. تستخدم سرعتها الفائقة لمطاردة أسراب فرائسها في المياه المفتوحة. غالبا ما تصطاد في مجموعات، حيث تتعاون الأفراد لدفع أسراب الأسماك الصغيرة نحو السطح أو حصرها ثم الانقضاض عليها. تمتلك بصرا حادا وقدرة على اكتشاف الحركة من مسافات بعيدة.

ملحوظة: نظرا لكونها مفترسا في قمة الشبكة الغذائية البحرية، تلعب سمكة التونة دورا حاسما في تنظيم أعداد الأسماك الصغيرة والحبار والحفاظ على توازن النظم البيئية للمحيطات المفتوحة. نظامها الغذائي المتنوع واللاحم يتطلب منها استهلاك كميات كبيرة من الطعام لدعم معدل أيضها المرتفع ونشاطها المستمر.

كم تستطيع سمكة التونة العيش بدون طعام؟

سمكة التونة هي سمكة نشطة للغاية وذات معدل أيض مرتفع، وهي بحاجة إلى التغذية بشكل متكرر ومنتظم للحفاظ على طاقتها الهائلة اللازمة للسباحة المستمرة والهجرات الطويلة. لا يمكنها البقاء لفترات طويلة جدا بدون طعام مقارنة بالأسماك المفترسة الأقل نشاطا أو تلك التي تعيش في المياه الباردة جدا. قد تتمكن من الصمود لبضعة أيام أو ربما أسبوع أو أكثر في حالة نقص الغذاء الحاد، ولكنها ستضعف بسرعة وتحتاج إلى إيجاد فريسة للحفاظ على وظائفها الحيوية وقدرتها على السباحة.


السلوك والحياة الاجتماعية لسمكة التونة

تُظهر سمكة التونة سلوكيات رائعة تعكس طبيعتها كمفترس قوي ومهاجر عبر المحيطات. غالبا ما توجد في أسراب، خاصة الأنواع الأصغر حجما مثل تونة الوثاب والتونة صفراء الزعنفة الصغيرة، أو أثناء الهجرة والتغذية. حجم الأسراب يمكن أن يتراوح من عدد قليل من الأفراد إلى الآلاف. يفضل السباحة في هذه الأسراب للحماية من المفترسات ويزيد من كفاءة الصيد الجماعي لأسراب الفرائس. أما الأنواع الأكبر حجما مثل التونة زرقاء الزعنفة البالغة قد تكون أكثر انعزالية أو توجد في مجموعات أصغر.

تعتبر سمكة التونة من أسرع السباحين في المحيطات. فتصميم جسمها الشبيه بالطوربيد، وزعنفتها الذيلية القوية، وقدرتها على طي الزعانف الأخرى، بالإضافة إلى عضلاتها القوية وقدرتها على الحفاظ على درجة حرارة جسم أعلى من الماء المحيط، كلها عوامل تساهم في سرعتها المذهلة التي يمكن أن تتجاوز 70 كيلومترا في الساعة لبعض الأنواع مثل التونة زرقاء الزعنفة. وتحتاج إلى السباحة بشكل مستمر للحصول على الأكسجين عبر خياشيمها.

الهجرة هي سمة أساسية في حياة العديد من أنواع سمكة التونة. تقوم برحلات موسمية طويلة جدا، تقطع آلاف الكيلومترات عبر أحواض المحيطات بأكملها، متنقلة بين مناطق التغذية الغنية في المياه الباردة نسبيا ومناطق التكاثر في المياه الاستوائية أو شبه الاستوائية الأكثر دفئا. يُعتقد أنها تستخدم مزيجا من الإشارات البيئية مثل درجة حرارة المياه، والتيارات البحرية، وربما المجال المغناطيسي للأرض لتوجيه هجراتها الدقيقة.

لا يوجد تواصل اجتماعي معقد بالمعنى التقليدي لدى سمكة التونة. يعتمد التواصل داخل الأسراب بشكل أساسي على الإشارات البصرية والحسية المائية. طرق التواصل تشمل:

  1. الإشارات البصرية: يستخدم الأفراد حركة وموقع الأسماك المجاورة للحفاظ على تماسك السرب وتنسيق حركاته أثناء السباحة أو الصيد. التغيرات الطفيفة في اللون أو اللمعان قد تلعب دورا.
  2. الخط الجانبي والحس الهيدروديناميكي: يساعد الخط الجانبي والأعضاء الحسية الأخرى السمكة على استشعار حركة المياه والاهتزازات الناتجة عن الأسماك الأخرى في السرب أو عن اقتراب مفترس أو فريسة.
  3. الأصوات: لا يُعرف عن سمكة التونة إصدار أصوات للتواصل بنفس الطريقة التي تفعلها بعض الأسماك الأخرى أو الثدييات البحرية.


التكاثر ودورة حياة سمكة التونة

تتميز دورة حياة سمكة التونة بخصوبة عالية جدا ومراحل يرقية عوالقية، ولكنها تتسم أيضا بنمو سريع نسبيا ونضج قد يكون متأخرا للأنواع الكبيرة.

تتجمع أسماك التونة الناضجة في مناطق تكاثر محددة في أوقات معينة من السنة (غالبا في المياه الدافئة خلال الربيع والصيف). تتم عملية التبويض بشكل جماعي، حيث تطلق الإناث والذكور أعدادا هائلة من البويضات والحيوانات المنوية في عمود الماء، ويحدث الإخصاب خارجيا. يمكن للأنثى الكبيرة الواحدة (مثل أنثى التونة زرقاء الزعنفة) أن تطلق عشرات الملايين من البيوض في موسم التكاثر الواحد.

بيض سمكة التونة صغير جدا (حوالي 1 ملم) ويطفو بحرية في المياه السطحية كجزء من العوالق. يفقس البيض بسرعة، غالبا خلال يوم أو يومين حسب درجة حرارة الماء، لتخرج منه يرقات صغيرة جدا. تكون اليرقات أيضا عوالقية وتنمو بسرعة كبيرة في البداية، ولكنها تواجه معدلات وفيات هائلة جدا بسبب الافتراس والجوع والظروف البيئية غير المواتية. فالقليل جدا منها ينجو ليصل إلى مرحلة اليفع.

تتغذى اليرقات والأسماك الصغيرة على العوالق الحيوانية الصغيرة ثم تنتقل تدريجيا إلى أكل يرقات الأسماك والقشريات الصغيرة والأسماك الصغيرة جدا. تنمو أسماك التونة الصغيرة بسرعة وتظل في المياه الأكثر دفئا نسبيا خلال مراحلها الأولى. ومع نموها، تبدأ في القيام بهجرات أوسع نطاقا والانضمام إلى أسراب البالغين. ولا توجد أي رعاية أبوية للبيض أو الصغار على الإطلاق.

يختلف عمر النضج ومتوسط العمر المتوقع بشكل كبير بين أنواع سمكة التونة. الأنواع الأصغر مثل تونة الوثاب قد تنضج خلال سنة أو سنتين وتعيش لمدة 5 إلى 7 سنوات. الأنواع الأكبر مثل التونة صفراء الزعنفة والألباكور تنضج في عمر 3 إلى 5 سنوات وقد تعيش لمدة 10 إلى 15 عاما. التونة زرقاء الزعنفة هي الأبطأ نموا والأطول عمرا، حيث قد لا تنضج حتى عمر 8 إلى 15 عاما (حسب المحيط) ويمكن أن تعيش لأكثر من 40 عاما في البرية. لا يتم الاحتفاظ بها في الأسر إلا في أحواض مائية عامة ضخمة جدا أو لأغراض التربية (التسمين).


أشهر أنواع سمكة التونة

تنتمي أسماك التونة الحقيقية إلى قبيلة تونيني ضمن عائلة الإسقمريات، وتضم حوالي 15 نوعا موزعة على 5 أجناس. تشتهر هذه الأنواع بسرعتها وقوتها وقيمتها التجارية العالية. فيما يلي بعض أشهر أنواع سمكة التونة وأكثرها أهمية:

  • التونة زرقاء الزعنفة الأطلسية: أكبر أنواع التونة وأكثرها قيمة، توجد في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. وتشتهر بلحمها الأحمر الداكن عالي الجودة المستخدم في السوشي والساشيمي. تعتبر مهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر الشديد.
  • التونة زرقاء الزعنفة الهادئة: توجد في المحيط الهادئ. تشبه إلى حد كبير قريبتها الأطلسية وهي أيضا ذات قيمة عالية جدا ومعرضة للصيد الجائر.
  • التونة زرقاء الزعنفة الجنوبية: توجد في المحيطات الجنوبية (الهندي، الهادئ، الأطلسي الجنوبي). وهي أيضا كبيرة الحجم وذات قيمة عالية جدا، وتعتبر مهددة بالانقراض بشدة.
  • التونة صفراء الزعنفة: نوع كبير واسع الانتشار في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية حول العالم. يتميز بزعانفه الظهرية والشرجية الطويلة ذات اللون الأصفر الزاهي. وهي نوع مهم جدا تجاريا (للسوق الطازج والمعلب).
  • التونة كبيرة العين: تشبه التونة صفراء الزعنفة ولكنها تعيش في مياه أعمق وأكثر برودة قليلا وتمتلك عيونا أكبر. تعتبر ذات قيمة عالية في سوق الساشيمي.
  • تونة الألباكور: تتميز بزعانفها الصدرية الطويلة جدا التي تمتد إلى ما وراء الزعنفة الشرجية. توجد في المياه المعتدلة والاستوائية. وهي المصدر الرئيسي للتونة البيضاء المعلبة في العديد من البلدان.
  • تونة الوثاب: هي أكثر أنواع سمكة التونة التي يتم صيدها عالميا من حيث الكمية. تعتبر أصغر حجما وتتميز بخطوط داكنة على بطنها. وهي المصدر الرئيسي للتونة الخفيفة المعلبة.
  • أنواع أخرى أصغر: تشمل أنواعا مثل تونة الزعانف السوداء وتونة الذيل الطويل، والتي لها أهمية إقليمية في بعض المصايد.

ملحوظة: يمثل هذا التنوع ضمن قبيلة التونيني مجموعة من المفترسات المحيطية ذات الأهمية البيئية والاقتصادية الهائلة، ولكنها تواجه تحديات حفظ كبيرة تتطلب إدارة دولية وتعاونا فعالا.


المخاطر والتهديدات التي تواجه سمكة التونة

تعتبر سمكة التونة، وخاصة الأنواع الكبيرة مثل زرقاء الزعنفة، من بين أكثر مجموعات الأسماك تعرضا للتهديدات في محيطات العالم، وذلك بسبب قيمتها الاقتصادية الهائلة والطلب المتزايد عليها، بالإضافة إلى خصائصها البيولوجية التي تجعلها حساسة للاستغلال.

  1. الصيد الجائر والاستغلال المفرط: هذا هو التهديد الأكبر والأكثر مباشرة لمعظم أنواع سمكة التونة. الطلب العالمي الهائل، خاصة على التونة زرقاء الزعنفة للسوشي والساشيمي، أدى إلى صيد مكثف يفوق قدرة العديد من المجموعات على التجدد. واستخدام تقنيات صيد فعالة جدا أدى إلى استنزاف المخزونات بشكل كبير.
  2. الصيد غير القانوني وغير المبلغ عنه وغير المنظم: تقوض عمليات الصيد غير القانوني جهود الإدارة المستدامة، حيث يتم تجاوز الحصص المحددة واستخدام طرق صيد محظورة، مما يزيد من الضغط على مخزونات التونة المهددة أصلا.
  3. الصيد العرضي: غالبا ما تؤدي طرق صيد التونة المستخدمة إلى صيد أنواع أخرى غير مستهدفة وقتلها عن طريق الخطأ، بما في ذلك أسماك القرش، والسلاحف البحرية، والدلافين، والطيور البحرية، وحتى صغار التونة نفسها.
  4. تغير المناخ: يؤثر ارتفاع درجة حرارة المحيطات وتحمضها على توزيع وأنماط هجرة سمكة التونة وفرائسها. قد يؤثر أيضا على نجاح التكاثر وبقاء اليرقات الحساسة لتغيرات درجة الحرارة والحموضة.
  5. فقدان وتدهور الموائل: على الرغم من أنها أسماك محيط مفتوح، إلا أن تدهور الموائل الساحلية ومناطق التكاثر المعروفة بسبب التلوث أو الأنشطة البشرية الأخرى قد يؤثر على نجاح تكاثرها.
  6. التلوث: يمكن أن تتراكم الملوثات مثل الزئبق والمعادن الثقيلة الأخرى في أنسجة سمكة التونة، مما قد يشكل مخاطر صحية على الإنسان عند استهلاكها بكميات كبيرة، وقد يؤثر أيضا على صحة الأسماك نفسها.

ملحوظة: يعتبر الصيد الجائر الناتج عن الطلب الاقتصادي الهائل هو المحرك الرئيسي لمعظم التهديدات التي تواجه سمكة التونة، وتتطلب معالجته تغييرات جذرية في إدارة المصايد وسلوك المستهلكين.

هل سمكة التونة مهددة بالانقراض؟

حالة حفظ أنواع التونة الرئيسية وفقا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)

نوع سمكة التونة الاسم العلمي حالة الحفظ (IUCN) ملاحظات إضافية
التونة زرقاء الزعنفة الجنوبية Thunnus maccoyii مهددة بالانقراض (EN) كانت مصنفة سابقًا كـمهددة بالانقراض بشدة (CR). لا تزال تواجه خطر انقراض عالٍ جدا بسبب الصيد الجائر تاريخيا.
التونة كبيرة العين Thunnus obesus معرضة للخطر (VU) تواجه خطر انقراض عالٍ في البرية بسبب الصيد الجائر والصيد العرضي المرتفع لصغارها.
التونة زرقاء الزعنفة الهادئة Thunnus orientalis قريبة من التهديد (NT) كانت مصنفة سابقا كمعرضة للخطر (VU). تحسنت حالتها قليلا بفضل الإدارة، لكنها لا تزال قريبة من عتبة التهديد وتتعرض لضغط صيد كبير.
التونة زرقاء الزعنفة الأطلسية Thunnus thynnus أقل قلق (LC) تحسن تقييمها العالمي مؤخرا (2021) بسبب تعافي المخزون الشرقي (المتوسط)، لكن المخزون الغربي الأصغر (خليج المكسيك) لا يزال مهددا بالانقراض (EN).
تونة الألباكور Thunnus alalunga أقل قلق (LC) تحسن تقييمها العالمي مؤخرا (2021) من قريب من التهديد، لكن حالة بعض المخزونات الإقليمية لا تزال تتطلب إدارة حذرة.
التونة صفراء الزعنفة Thunnus albacares أقل قلق (LC) تحسن تقييمها العالمي مؤخرا (2021) من قريب من التهديد، ولكنها لا تزال تتعرض لضغط صيد مكثف جدا في جميع المحيطات.
تونة الوثاب Katsuwonus pelamis أقل قلق (LC) النوع الأكثر وفرة والأكثر صيدا عالميا، وتعتبر مخزوناته صحية وقادرة على تحمل مستويات الصيد الحالية بشكل عام.

طرق الحماية والمحافظة على سمكة التونة

نظرا للوضع الحرج للعديد من أنواع سمكة التونة، فإن جهود الحماية والمحافظة عليها تتطلب إجراءات دولية ومحلية قوية ومستمرة تركز على الحد من الصيد الجائر وضمان استدامة المصايد.

  • الإدارة الدولية الفعالة للمصايد: تعزيز دور المنظمات الإقليمية لإدارة مصايد الأسماك مثل ICCAT (للمحيط الأطلسي) و IATTC (لشرق المحيط الهادئ) وغيرها، لوضع وتنفيذ حصص صيد صارمة تعتمد على أفضل الأدلة العلمية المتاحة، وتوزيعها بشكل عادل، وضمان الامتثال لها من قبل الدول الأعضاء.
  • تحديد وتنفيذ حدود الصيد المستدامة: تطبيق حدود دنيا لأحجام الأسماك المسموح بصيدها، وتحديد مواسم إغلاق للصيد (خاصة خلال فترات التكاثر)، وتقليل جهد الصيد الإجمالي (عدد القوارب أو أيام الصيد المسموح بها).
  • مكافحة الصيد غير القانوني: استخدام أنظمة تتبع للسفن، ومراقبين على متن قوارب الصيد، وأنظمة توثيق للمصيد لضمان شرعية الأسماك المتداولة في الأسواق ومكافحة التجارة غير القانونية بسمكة التونة.
  • تقليل الصيد العرضي: فرض استخدام معدات صيد أكثر انتقائية، وإدارة استخدام أجهزة تجميع الأسماك لتقليل صيد صغار التونة والأنواع الأخرى المهددة.
  • إنشاء مناطق محمية بحرية كبيرة: على الرغم من التحديات المتعلقة بالأنواع شديدة الهجرة، يمكن للمناطق البحرية المحمية الكبيرة جدا أو حماية مناطق التكاثر والتغذية الهامة أن تساهم في حماية سمكة التونة في مراحل معينة من حياتها.
  • تعزيز الشفافية وإمكانية التتبع في سلسلة التوريد: تمكين المستهلكين وتجار التجزئة من معرفة مصدر سمكة التونة التي يشترونها وطريقة صيدها للتأكد من أنها تأتي من مصادر مستدامة وقانونية.
  • دعم وتشجيع المصايد المستدامة: دعم الصيادين والمجتمعات التي تلتزم بممارسات الصيد المستدامة، وتشجيع المستهلكين على اختيار المنتجات المعتمدة كمستدامة من قبل هيئات موثوقة.
  • البحث العلمي المستمر: مواصلة الأبحاث لفهم بيولوجيا سمكة التونة، وأنماط هجرتها، وحالة مخزوناتها، وتأثيرات تغير المناخ عليها لتوجيه قرارات الإدارة بشكل أفضل.

ملحوظة: يتطلب إنقاذ سمكة التونة المهددة بالانقراض، وخاصة زرقاء الزعنفة، إرادة سياسية قوية وتعاونا دوليا وتغييرا في سلوكيات الصيد والاستهلاك لضمان مستقبل هذه الأنواع الأيقونية والمحيطات التي تعيش فيها.


الأهمية البيئية والاقتصادية لسمكة التونة

تتمتع سمكة التونة بأهمية قصوى ومتعددة الأوجه، فهي لاعب رئيسي في النظم البيئية البحرية ومورد اقتصادي عالمي هائل القيمة.

الأهمية البيئية:

  1. مفترس في قمة السلسلة الغذائية: تلعب أنواع التونة الكبيرة دورا حاسما كمفترسات عليا في المحيطات المفتوحة، حيث تنظم أعداد الأسماك المتوسطة والصغيرة والحبار، مما يساعد في الحفاظ على توازن الشبكة الغذائية البحرية بأكملها وصحة النظام البيئي.
  2. مؤشر على صحة المحيطات: يمكن اعتبار صحة ووفرة مجموعات التونة مؤشرا على الحالة العامة للمحيطات، بما في ذلك توفر الفرائس وجودة المياه وتأثيرات الصيد وتغير المناخ.
  3. جزء من دورة المغذيات: تساهم في نقل الطاقة والمغذيات عبر مسافات شاسعة في المحيطات من خلال هجراتها وافتراسها.

الأهمية الاقتصادية:

  1. قيمة تجارية هائلة: تعتبر مصايد التونة من أغلى المصايد في العالم. تقدر قيمة صناعة التونة العالمية بمليارات الدولارات سنويا، وتدعم اقتصادات العديد من الدول وتوفر ملايين الوظائف في الصيد والمعالجة والتجارة.
  2. ارتفاع قيمة بعض الأنواع: تصل أسعار التونة زرقاء الزعنفة عالية الجودة إلى مستويات فلكية في الأسواق، حيث يمكن أن تباع سمكة واحدة كبيرة بمئات الآلاف أو حتى ملايين الدولارات في بعض المزادات.
  3. الصناعات المعلبة: تشكل التونة أساس صناعة ضخمة للأغذية المعلبة، وهي مصدر بروتين ميسور التكلفة وشائع الاستهلاك في جميع أنحاء العالم.
  4. الصيد الترفيهي والرياضي: يعتبر صيد التونة الكبيرة (مثل زرقاء الزعنفة وصفراء الزعنفة) رياضة بحرية مرموقة تجذب العديد من الهواة وتدعم صناعة سياحية وخدمية مرتبطة بها.

ملحوظة: تتشابك الأهمية البيئية والاقتصادية لسمكة التونة بشكل كبير. فالصحة البيئية لمحيطاتنا ضرورية للحفاظ على مخزونات التونة، وفي المقابل، فإن الإدارة المستدامة لهذه المصايد الهامة ضرورية للحفاظ على الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي توفرها لملايين البشر حول العالم.


سمكة التونة في الثقافة الشعبية والأساطير

حظيت سمكة التونة بمكانة بارزة في ثقافات حوض البحر الأبيض المتوسط منذ العصور القديمة، حيث اعتُبر صيدها، خاصة التونة زرقاء الزعنفة، حدثا اقتصاديا واجتماعيا هاما ورمزا لوفرة البحر وقوته. ظهرت صورها على العملات المعدنية والأواني الفخارية الإغريقية والرومانية، وكانت طرق صيدها التقليدية والمعقدة مثل المضربة، التي لا تزال تُمارس في بعض المناطق حتى اليوم، جزءًا من التراث البحري العريق لهذه المنطقة.

في الثقافة المعاصرة، تحتل سمكة التونة مكانة مزدوجة؛ فهي من ناحية تمثل سلعة غذائية عالمية ذات قيمة اقتصادية هائلة، من المعلبات واسعة الانتشار إلى قطع السوشي والساشيمي الفاخرة التي تجسد الترف. ومن ناحية أخرى، أصبحت رمزا للقوة والسرعة في عالم الصيد الرياضي، وفي الوقت نفسه، رمزا لأزمة الصيد الجائر والتحديات البيئية التي تواجه محيطاتنا، مما يجعلها محورا للنقاش حول الاستدامة والحفاظ على البيئة البحرية.


أفضل أنواع سمك التونة

تُعد سمكة التونة الزرقاء (Bluefin Tuna) من أفضل وأغلى أنواع التونة في العالم، نظرا لقيمتها الغذائية العالية وجودة لحمها الممتازة الذي يُستخدم في تحضير السوشي الفاخر. وتتميز بلحمها الوردي الغامق وغناها بالأحماض الدهنية أوميغا-3. ومن الأنواع الأخرى المميزة أيضا: التونة صفراء الزعنفة (Yellowfin Tuna) والتي تلقى رواجا واسعا في المطاعم بسبب نكهتها المعتدلة وسهولة طهيها، إضافة إلى التونة البيضاء (Albacore) التي تُستخدم غالبا في المعلبات وتُعرف بمذاقها الخفيف وقوامها الناعم. كل نوع يحمل صفات فريدة تجعله مفضلا في وصفات وأطباق معينة حول العالم.


سمك التونة المعلب

يُعد سمك التونة المعلب خيارا غذائيا شائعا في مختلف أنحاء العالم، بفضل سهولة استخدامه وقيمته الغذائية العالية. يحتوي على نسبة جيدة من البروتين، وكمية منخفضة من الدهون، مما يجعله مثاليا للوجبات السريعة الصحية. تختلف أنواع التونة المعلبة بحسب نوع السمك المستخدم، مثل التونة البيضاء (ألباكور) أو الخفيفة، وأيضا بحسب طريقة الحفظ، سواء بزيت نباتي أو ماء أو زيت زيتون.

يتميز هذا النوع من التونة بعمر تخزين طويل، ويُستخدم في تحضير السندويشات والسلطات والمكرونة بشكل شائع. ومع ذلك، يُنصح بالاعتدال في تناوله بسبب احتمال احتوائه على نسب من الزئبق، خصوصا للأطفال والحوامل. كما يفضل اختيار الأنواع التي تحمل شهادات استدامة لضمان أن عملية الصيد لم تضر بالبيئة البحرية. التونة المعلبة ليست فقط وجبة سهلة، بل دليل على كيف يمكن حفظ البحر في عبوة صغيرة.


معلومات عامة عن سمكة التونة

استمتع بهذه الحقائق المدهشة عن سمكة التونة، رياضي المحيطات الخارق:

  • من أسرع الأسماك في العالم: يمكن للتونة زرقاء الزعنفة الوصول إلى سرعات تتجاوز 70 إلى 75 كم/ساعة.
  • دمها حار: تستطيع الحفاظ على درجة حرارة عضلاتها ودماغها وعينيها أعلى بكثير من درجة حرارة الماء المحيط بها، مما يعزز قوتها وسرعتها.
  • تحتاج للسباحة المستمرة للتنفس: تعتمد على التنفس بالاندفاع، حيث يجب أن تسبح وفمها مفتوح ليمر الماء باستمرار على خياشيمها. إذا توقفت، تختنق.
  • تهاجر عبر محيطات بأكملها: تقطع بعض أنواع التونة (مثل زرقاء الزعنفة) آلاف الكيلومترات بين مناطق التغذية والتكاثر، عابرة المحيط الأطلسي أو الهادئ.
  • تنمو إلى أحجام عملاقة: التونة زرقاء الزعنفة يمكن أن تتجاوز 680 كجم.
  • أغلى سمكة في العالم: بيعت سمكة تونة زرقاء الزعنفة في مزاد طوكيو عام 2019 بسعر قياسي تجاوز 3 ملايين دولار أمريكي.
  • تتعاون أحيانا مع الدلافين للصيد: غالبا ما توجد أسراب التونة صفراء الزعنفة وهي تسبح وتصطاد مع أسراب الدلافين.
  • لون لحمها يعتمد على الميوغلوبين: اللون الأحمر الداكن للحم (خاصة زرقاء الزعنفة) يأتي من بروتين الميوغلوبين العالي التركيز الذي يخزن الأكسجين في العضلات.
  • تمتلك مبادلات حرارية في أوعيتها الدموية: شبكات معقدة من الأوعية الدموية تسمح لها بالحفاظ على حرارة العضلات الناتجة عن النشاط بدلا من فقدانها للماء البارد.
  • تعتبر تونة السوشي هي زرقاء الزعنفة غالبا: لحمها الدهني الغني بالنكهة هو المفضل للسوشي والساشيمي عالي الجودة.
  • التونة البيضاء المعلبة هي الألباكور: تتميز بلحمها الأبيض نسبيا وطعمها المعتدل.
  • التونة الخفيفة المعلبة هي الوثاب أو صفراء الزعنفة: تكون ذات لون أغمق قليلا وقوام مختلف.
  • بعض الأساطيل تقطع مسافات شاسعة لصيدها: تتبع أساطيل الصيد الصناعي هجرات التونة عبر المحيطات.
  • إدارة مصايدها معقدة وتتطلب تعاونا دوليا: لأنها تهاجر عبر مناطق اقتصادية خالصة لدول متعددة وفي أعالي البحار.
  • رعي التونة: يتم صيد صغار التونة زرقاء الزعنفة البرية ووضعها في أقفاص بحرية وتسمينها لزيادة حجمها ونسبة الدهون فيها قبل بيعها للأسواق.
  • تعتبر من الأسماك الدهنية الصحية: غنية جدا بأحماض أوميغا-3 (EPA و DHA).
  • مستويات الزئبق قد تكون مرتفعة في الأنواع الكبيرة: كمفترس في قمة السلسلة الغذائية، يمكن أن تتراكم فيها مستويات أعلى من الزئبق مقارنة بالأسماك الأصغر.
  • يمكنها تغيير اتجاهها بسرعة البرق: على الرغم من حجمها، فهي رشيقة جدا في الماء.
  • تتواجد في البحر الأبيض المتوسط منذ آلاف السنين: كانت هدفا للصيد منذ العصور الرومانية القديمة (خاصة التونة زرقاء الزعنفة).
  • يمكن لسمكة واحدة أن تحمل ملايين البيوض: خصوبتها عالية جدا.
  • تعتبر رياضيا من الطراز العالمي في مملكة الحيوان: سرعتها وقوتها وتحملها لا مثيل لها تقريبا بين الأسماك.


خاتمة: في ختام هذه الرحلة عبر عالم سمكة التونة المذهل، نقف بإعجاب أمام هذا العداء الأولمبي للمحيطات، المفترس القوي، والمهاجر الذي لا يعرف الكلل. بقدر ما تثيره فينا من إعجاب بقوتها وسرعتها وتكيفاتها الفريدة، فإن قصتها تحمل أيضا تحذيرا عميقا حول تأثيرنا كبشر على محيطاتنا. إن القيمة الاقتصادية الهائلة لسمكة التونة، وخاصة الأنواع الكبيرة مثل زرقاء الزعنفة، قد دفعت العديد من مجموعاتها إلى حافة الخطر بسبب الصيد الجائر. يتطلب الحفاظ على مستقبل هذه الأسماك الأيقونية، وضمان استمرار دورها الحيوي في النظم البيئية البحرية، التزاما عالميا بالإدارة المستدامة، ومكافحة الصيد غير القانوني، واتخاذ خيارات استهلاكية مسؤولة.


المصادر والمراجع:

المصدر الأول: Britannica

المصدر الثاني: Wikipedia

المصدر الثالث: Worldwildlife


تعليقات